رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

جهاد وجدتها «حمدية» على الحلوة والمرة سوا.. بيبيعوا وجبات في شوارع المحروسة

كتب: غادة شعبان -

07:40 ص | الخميس 31 مارس 2022

السيدة حمدية وحفيدتها جهاد

25 عاما من العطاء دون مقابل، كانت لها الأم والأب والجدة والسند، غطت التجاعيد ملامح وجهها، واعتلى الشيب رأسها، إذ أفنت عمرها بأكمله منذ صباها حتى أصبحت في مرحلة متقدمة من العمر، لم تبخل السيدة حمدية عبد المجيد، بعمرها ولا بمالها حتى تربي حفيدتها لابنها مؤديةً رسالتها في الحياة حتى توصلها لبر الأمان، ولا تزال تكافح رغم تخطيها الـ70.

الحفيدة العشرينية جهاد عبد القادر، ابنة محافظة الإسكندرية، حاولت رد الجميل لجدتها التي مدت لها يد العون، وكانت خير الأهل والصحبة والونس لها بعد ولادتها بأسبوع واحد، إذ قررت مساعدتها يدا بيد من خلال مشروع صغير لبيع الوجبات الجاهزة التي تعدها في منزلها البسيط رفقة الجدة وبيعها في شوارع المحروسة.

«بيت حمدية»، كان ذلك الاسم التي قررت الحفيدة جهاد عبد القادر، إطلاقه على مشروعها الصغير، التي تتشارك فيه مع جدتها لأبيها، والتي روت تفاصيله لـ«الوطن»، إذ تقول إنها تعيش مع الجدة «حمدية»، التي ضمتها إلى صدرها وهي ابنة أسبوع فقط، بعد انفصال والديها، إذ عاونتها على الدراسة والحصول على شهادة جامعية رغم ضيق الحال والظروف، حتى التحقت بكلية التجارة بجامعة القاهرة.

رد الجميل

خرجت الحفيدة العشرينية لبيئة العمل منذ أن أتمت عامها الـ18، إذ عملت في محل توريدات كهربائية، قرابة 12 ساعة يوميا، حتى تساعد الجدة في مصاريف المعيشة: «تيتة عملتلي كل حاجة جميلة، صرفت عليا وعمرها ما خلتني أحتاج لحد، هي سبب في كل حاجة حلوة بتحصلي، وأول ما فكرت أعمل مشروع قررت يكون باسمها، واتشاركنا فيه بنعمل الأكل ونغلفه وبنزل أوصله وعملت جروب باسمها».

إيد على إيد ولقمة حلال

في تمام الساعة السابعة صباحا، تخرج الحفيدة العشرينية، من منزل جدتها لأبيها سعيا وراء الرزق ولقمة العيش، بعد أن تنهي مهامها في إعداد الوجبات المنزلية وتنظيف الخضراوات وتعبئتها في أكياس حتى تكون جاهزة على الطبخ: «بدأت بالخضار والساندوتشات ووصلت للحلويات، خفت من الزمن ودورت على مشروع أكسب منه عيش، وبنزل أبيع عند مجمع الكليات بلف على الناس الصبح وبجمع الأوردرات وأجهزهم وأبيعهم».

انتقادات وسخرية وطيب خاطر

لم تسلم الشابة «جهاد» من ألسنة الناس والمنتقدين، لتكن مادة خصبة للسخرية، إذ تقول :«المرة اللي وقفت فيها في سوتر البنات كانوا بيعاملوني معاملة وحشة أوي وبيضحكوا عليا، واللي يقولي الله يسهلك خلاص واللي متردش عليا وقابلت بنات صعبة أوي بجد وفي بنات كانت لطيفة أوي وقالولي احنا مش بنحب الحلويات بس هناخد عشان أنت جميلة وهنشجعك».