كتب: منة الصياد -
12:14 م | الأحد 21 مارس 2021
لم تتخيل يوما أنها ستكون أم لصغير ذو 6 سنوات، وهي في عقدها السابع من العُمر، فباتت «صباح» الجدة والأم في الوقت ذاته لحفيدها «بلال»، نجل ابنتها الصغرى «سارة»، بعدما فقد والده ووالدته في عام واحد، وأصبح يتيم الأب والأم.
في عام 2015، استشهد الأب الذي يدعى «محمد»، وكأن زوجته «سارة» أبت رحيله، لتلحق به بعد مرور 6 أشهر من وفاته فقط: «محمد جوز بنتي استشهد في 2015، وبعد 6 شهور من وفاته بنتي سارة قررت إنها تطلع تحج ليه في نفس السنة، بس راحت تحج ومرجعتش تاني».
«بنتي كانت حاسة إنها هتسافر مش هترجع، كتبت وصيتها ليا ولبلال ابنها قبل ما تمشي، كان وقتها عنده سنة ونص، وقبل ما تسافر قالت لي أنتِ اللي هتربي ابني يا ماما، بس قعدت أهزر معاها ومكنتش فاهمة إنها بتتكلم جد، وفعلا سافرت السعودية مع أهل جوزها وبدأت في أداء مناسك الحج هناك».. حسب الأم الستينية خلال حديثها لـ«هن».
أدت الابنة «سارة» جميع خطوات مناسك الحج، وعلى الرغم من إنهاك التعب الشديد لها، إلا أنها استمرت في قضاء المناسك كافة قبيل رحيلها بأيام: «لما نزلت من جبل عرفات جسمها بدأ يسخن، وحكولي إنها كانت بتاخد مسكنات قوية عشان تقدر تكمل طواف، وكانت بتصلي وتدعي إنها تموت وتدفن هناك في السعودية، وفعلا بعد ما خلصت المناسك، نقلوها على مستشفى هناك، وبعدها بيومين اتوفت».
ومن ثم منذ وفاة الأم العشرينية، تولت الجدة الستينية رعاية حفيدها «بلال»، والذي أصبحت مسؤولة بشكل كامل عن رعايته: «من يوم وفاة بنتي وأنا اتوليت تربية بلال، وبقى هو ابني مش حفيدي، ومنعرفش نعيش بعيد عن بعض، حتى لما بيروح عند أهل والده بتعب، وبحس إني كئيبة، وهو كمان مبيعرفش يسيبني لوحدي، وكل يوم بوديه التمرين والمدرسة وتحفيظ القرآن، وعلى الرغم من إني عندي 12 حفيد، إلا إن بلال مش بعتبره حفيدي أنا أمه وهو ابني».