رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"مش بالأحمر"..حملة شبابية تطرق باب "محظورات العذرية" ودعم نسوي وفني وأزهري للفكرة

كتب: يسرا محمود -

09:30 م | الجمعة 12 أبريل 2019

حملة

معتقدات مجتمعية خاطئة وموروثات مغلوطة، تناقلتها الأجيال العربية بشأن "العذرية"، دون إدارك بالملابسات حول "غشاء البكارة"، ليقرر 14 طالبًا بقسم العلاقات العامة بكلية الآداب جامعة عين شمس، تدشين حملة تحمل عنوان "مش بالأحمر"، للتوعية عن الملابسات حول "غشاء البكارة"، ضمن المشاريع المقررة عليهم في الدراسة.

فكرة الحملة نُسجت في عقل الطالبة ياسمين محمد، نتيجة استيائها مما تشاهده في الأفلام والمسلسلات المصرية عن تعامل المجتمع مع الغشاء بطريقة مهينة للمرأة، قراءتها لمئات القصص المأسوية عن منع الأهالي لبناتهن من إجراء عملية جراحية في تلك "المنطقة المحرمة"، رغم تحذير الأطباء بالعواقب النفسية والجسدية على الاحتفاظ بالغشاء، والتي قد تصل إلى الوفاة، مثلما حدث مع مراهقة صعيدية، التي فارقت الحياة نتيجة تسمم غشاء البطن، بعد رفض عائلتها خضوعها لجراحة فتح غشاء البكارة لعلاج التجمع الدموي الناتج عن احتباس دم الحيض، لتوضح صاحبة "مش بالأحمر" لـ"هن"، أن الفكرة لاقت ترحيبا من أعضاء المشروع المكون من 4 فتيات و9 رجال، والمعيدين والدكاترة بـ"العلاقات العامة"، ليبدوأ في إطلاع الحملة منذ فبراير الماضي، مدشنين صفحة على "فيس بوك" للتوعية بقضيتهم، وسط تفاعل جيد من المتابعين.

صاحبة فكرة "مش بالأحمر": "48% من الأهالي بيمنعوا بناتهم من ممارسة الرياضيات المؤثرة على غشاء البكارة"

"اتفاجئنا بالإحصائيات والاستطلاعات اللي عملناها".. بهذه الكلمات عبرت ياسمين محمد عن صدمتها من تعرض عدد كبير من الفتيات للعنف والطلاق والوصم المجتمعي، نتيجة عدم ولادتها بغشاء بكارة مثل ما يقارب الـ20% من النساء في الشرق الأوسط، أو أن غشائها ذو نوع مطاطي، ما يؤدي إلى صعوبة فضه، ما يؤدي إلى الانفصال والاهتمام بـ"قلة الشرف"، لتضيف الطالبة الجامعية أن أعضاء الحملة أجروا استطلاعات رأي على 1700 شخص، لإطلاع المجتمع بالمعلومات الطبية المتعلقة بـ"الغشاء"، لتكتشفن عدم معرفة نسبة تتخطي 30% من رجال وفتيات عن وجود عدة أنواع من الغشاء، ورفض 12% من الأهالي إجراء عملية جراحية تؤثر على تلك الجلدة الرقيقة في جسد الفتاة، ومنع 48% من الأسر لبناتهن من ممارسة ألعاب عنيفة قد تؤثر على الغشاء، على الرغم من أن فقد جزء من الغشاء أو أكمله لأسباب طبية أو لحادثة رياضية، لا يفقد الفتاة "عذريتها"، ولا يقلل من قدرها، "لأن دي حاجة مش بإيدها".

عضو بالحملة: سوسن بدر عرضت حضور ندوة للتوعية بالمعلومات المغلوطة عن "العذرية"

يروي الطالب عمار ضياء، عضو بـ"مش بالأحمر"، أنهم الشباب المنضمين للحملة، لم يشعروا بالخجل من التوعية بتلك القضية الشائكة، راويًا أنهم سعوا لزيادة تأثير فكرتهم، من خلال مطالبتهم لشخصيات إعلامية وفنية دعم الحملة، ليجدوا ترحيبا واسع من المذيع أسامة منير، والفنان الشاب محمد عادل اللذان ظهرا حاملين لشعار "مش بالأحمر"، بالإضافة إلى قبول الممثلتين ديانا هاشم وسلمى حسن دعم الحملة دون ذكر أسمائهن على مواقع التواصل الاجتماعي، كما عرضت النجمة سوسن بدر المشاركة في ندوة توعوية حول المعلومات المغلوطة عن "الغشاء"، فيما أبدى الفنان آسر ياسين استحسانه للفكرة وقبوله بها، إلا أنه قطع التواصل معه فجأة دون أسباب، ليستكمل "ضياء" حديثه: "اتكلمنا مع الشخصيات اللي عندها وسائل تواصل معاهم، من غير تحديد معايير محددة للمشاهير اللي المفروض يشاركوا معانا".

قرر طلاب قسم العلاقات العامة الاستمرار في الحملة، بعد انتهاء الفصل الدراسي، عقب التفاعل غير المتوقع من رواد موقع التواصل الاجتماعي، وإرسال الفتيات لقصص المؤلمة عن غشاء البكارة، بينها فتات تعرضت لتعنيف من والدها، عقب طلب الطبيب إجراء عملية لإصابتها بآلام شديدة أثناء الدورة الشهرية، نتيجة ضيق فتح الغشاء.

"هن" استطلع رأي رجال الدين والناشطات النسويات حول فكرة "مش بالأحمر"، ليقر ممثلي التيار الديني والحقوقيات بضرورة محاربة الجهل حول "العذرية".

ناشطة نسوية: نحتاج إلى حديث موسع عن الشَّرف

رحبت الناشطة النسوية ندى عبد الله، بالحديث عن زيادة الوعي بـ"العذرية"، موضحة أن جسد الفتاة يخصها وحدها، ومن حقها إجراء فحوصات طبية وعمليات جراحية في تلك المنطقة، للحفاظ على صحتها.

وطالبت "ندى"، بتدشين حملات أخرى حول توسيع مفهوم "شرف البنت"، الذي لا يجب أن يقتصر على السيرة الطيبة ويقظة الضمير وتطبيق الأخلاق.

وأوضحت رانيا نبيل، الكاتبة النسوية، أن الحديث عن "العذرية" و"غشاء البكارة" يعد دائما من المحرمات، "وماينفعش نفتح عين البنت عليها"، كما أنها تُمنع من إجراء عمليات جراحية تؤدي لفض جزء من الغشاء، نتيجة أورام في الرحم أو تعرضها لنزيف مستمر، فهى لا يحق لها التعامل مع جسدها، واتخاذ قرارات فيما يخص صحتها،: "دايما جسمها يخص أسرتها، وجوزها، وشرف العيلة كلها، لكن ميخصهاش هي".

وأشارت إلى أن الفهم الخاطئ للعذرية، ومنع الفتيات من إجراء عمليات جراحية في تلك المنطقة لأسباب متعلقة بآلام بمنطقة الرحم، يشبه تعاملات غير صحيحة مع قضية الختان، وبذل جهود لعقود طويلة، للتعريف بأضرار الختان، والتشديد على أنه ليس من السنة، ويسبب تشوهات للأعضاء التناسلية.

داعية إسلامي: حرام شرعا منع الفتيات من إجراء عمليات تؤثر على الغشاء

تحدث أحمد مدكور، أحد مشايخ الأزهر الشريف، عن رأي الدين في إجراء عمليات جراحية تؤثر على الغشاء، بأنه يجوز فعل ذلك، طالما أقر الأطباء المختصين بذلك، فالدين لا يتنافى مع الطب، وفقا لآراء جمهور الفقهاء ودار الافتاء.

وأشار إلى أن الفتاة تظل "عذراء" و"بِكر رَشيد"، إذا خُدِشَ أو فُضَّ الغشاء بالكامل لسبب طبي، أو تعرضها لخبطة شديدة، إلا أنه يجب إخبار الرجل المتقدم لها بذلك، وألا يقع ضرر في الزواج، و"نبقى غشِّينا الراجل اللي من حقه يعرف". 

واستطرد أن تثقيف الفتيات ونشر المعلومات الطبية الخاصة بالعذرية لا يخالف الشرع، فلا حياء في العلم أو الدين، ولكن دون خدش الحياء، أو الدعوة للفاحشة.

ومن جهته، أكد الداعية الإسلامي عبدالله رشدي، أن العذرية إذا فُقدت بسبب طبي، لا دخل للفتاة فيه، تظل بِكرا، ويمكنها إجراء عملية "ترقيع غشاء" دون حرمانية في ذلك.

وأوضح أن منع الأهالي لبناتهن من إجراء عمليات جراحية في تلك المنطقة، خوفًا على الغشاء، حرام شرعًا، وتكليف فوق استطاعة الفتاة، وعليهم تقبل الأمر الواقع ودعم بناتهن.