"ارسم صورة تظهر أنك فرد مسؤول في المجتمع"، تكليف للطفل محمد الذي سأل والدته بشأن ما يجب رسمه في المربع الفارغ بكتاب اللغة العربية لطلاب الصف الأول الإبتدائي، لكن والدته نسرين باهر، لم تدري بماذا تجبه، ووقفت هي الأخرى طويلا أمام المربع الفارغ، عاجزة عن شرح ما يتوجب على ابنها فعله.

لم يكن ثمة طريقة للتواصل مع مدرسة المادة، لذا راحت تهاتف مزيدا من أولياء الامور الذين تعرفهم لعل أحدهم يفهم هذا "الواجب"، حيرة لم تكن الأم تواجهها للمرة الأولى، ولا زميلاتها أيضا من أولياء الأمور.

نهال محمد، ولية أمر أخرى، واجهت نفس المشكلة قائلة: "منهج غريب، الولد هيرسم كلام زي دا إزاي؟ لما احنا مش فاهمين المطلوب هو هايرسمه منين؟"، المناهج الجديدة التي تعتمد في أغلب أنشطتها على الرسم، مثلت أزمة لللأم وفاء مندور: "ابني مبيحبش الرسم أصلا كل واجب جديد بيبقى مأساة في البيت".

من الصف الأول الابتدائي إلى مرحلة رياض الأطفال بدت الحيرة واحدة لدى سعاد الصافي والتي ضاقت ذرعا بالمطلوب: "يعني إيه تلميذ في أولى حضانة مطلوب منه يرسم نفسه، ويرسم لعبته، طفل عمره أربع أو خمس سنين هيرسم إزاي"، صعوبة شديدة تجدها الكثير من الأمهات في إقناع الصغار بآداء الواجب على الطريقة المطلوبة، لذا تظهر المزيد من الحيل لإنجاز المطلوب بأقل الخسائر.

ريهام النجار، اعترفت: "بمسك إيد بنتي عشان ترسم، غير كدا بقعد جمبها للصبح ومستحيل تفهم"، أما سارة العطيفي فقالت: "لما بعجز مع الولاد بحل أنا الواجب، من الآخر الكتاب دا للأمهات مش لناس في سنهم"، لكن هبة مصطفى كان لها رأي مختلف تماما: "أنا عديت على النظامين الجديد والقديم، الناس زعلانة من شوية رسوم، مشافوش لما كان الواجب أربع كلمات وينزل يعيد كل كلمة عمود بدون تفكير أو إبداع، اللي مشافش القديم ماينفعش يتريق على الجديد".