حوادث تحرش واغتصاب ترصدها وسائل الإعلام المصرية كل يوم، ومتهمون يقفون خلف القضبان لينالوا جزائهم، ثم يدخل مكانهم جيل جديد لم يعرف أيضا معنى لحرمة الجسد معلقين أخطائهم على ملابس ضحاياهم والأزمات المادية وغيرها، إلا أن الأم لها الدور الأكبر في تنشئة شاب سوي أو "متحرش"

يرى الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب، أن الطفل يعتاد على سماع عبارات الموافقة باستمرار، ويقوم الأهل بتنفيذ كل متطلباته، حتى لا يشن موجة من الصراخ والغضب ضدهم، وإذا حاول الأب أن يرفض أحد الاحتياجات الثانوية لطفله الصغير، تسرع الأم في تلبيته سرا، الأمر الذي يجعل الطفل يستحل فعل أي شيء عند بلوغه.

وذكر فرويز لـ "هن" أن التربية السليمة لا تقتصر فقط على المنزل، بل تخرج أيضا من ساحات المدارس، حيث يؤدي الفصل بين الأولاد والفتيات إلى عدم معرفة كلا منهما بطبيعة الأخر، ويبدأ في التعامل معه على أنه شخص غريب يسعى لاكتشافه، ولا مانع من إيذائه.   

"عودي ابنك على كلمة مينفعش" تلك النصيحة التي وجهها فرويز للأمهات حول كيفية تربية الأبناء بشكل سليم، وتعليمه أن هناك أشياء يمكن تنفيذها وأخرى تستوجب الابتعاد عنها تماما، ويدرك أن ليس كل ما يتمناه متاحا.

وأشار إلى ضرورة تشكيل وعي الطفل منذ الصغر للتعامل مع زميلاته في المدرسة وأقاربه على كونهم أخوته، ويبدأ في حمايتهم والدفاع عنهم والتقرب إليهم بشكل لطيف ومهذب.