رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ملاك الرحمة.. حكاية تحول «ماري» من فائقة الجمال لأبشع امرأة في العالم

كتب: دينا الجندي -

03:02 ص | الأحد 31 ديسمبر 2023

ماري آن بيفان

منذ قديم الأزل، وتعامل العالم الغربي مع أمراض العديد وإعاقتهم، على كونها مادة خصبة تُقدم في السيرك، تحديدًا بالعروض الكوميدية، دون النظر للإنسانية، لعل أبرز الضحايا التي وقعت فريسة لتنمرهم واستغلالهم، كانت «ماري آن بيفان»، التي حازت على لقب أبشع امرأة في العالم.

رحلة قاسية لأبشع امرأة في العالم

مرت ماري آن بيفان برحلة قاسية بحسب ما نشره موقع توثيق الصور التاريخية، إذ ضمت حياتها مجموعة كبيرة من مشاعر الحٌزن والفخر والتأثر والشجاعة، واجهت خلالها الكثير من التنمر والعقبات للحصول فقط على الحياة، بعد تشوه الأطراف الذي حل عليها.

بدأت ماري حياتها بصورة طبيعية، فكانت من الجميلات، ولدت بالقرن التاسع عشر بعام 1874، في أسرة من الطبقة المتوسطة، وكانت تعمل ممرضة، اُعجب بها «توماس بيفان»، الذي كان بائعا خضروات حينها، تزوجا عقب قصة حب قوية بين الطرفين وهي ذات 29 عامًا، ودام زواجهم من عام 1902، إلى 1914، حيث توفى توماس تاركًا بحوزة ماري أربع أطفال يحتاجون للمال والرعاية.

تحول الملامح

من هنا انتقلت ماري إلى مرحلة الكفاح القاسية، حيث تحولت ملامحها تمامًا بعد ظهور الاضطراب غير المعروف حين ذاك، وهو نمو في الغدة النخامية، المتسبب في زيادة إفراز هرمون النمو بكثرة، وتضخمت أطرافها بشكل غريب، فنمت قدميها، ووجهها، وانفها، مما أدى لقلق كل من حولها ونعتوها بالـ«وحش»، ومع تلك التغيرات في ظل وفاة زوجها المبكرة، كان من الصعب إيجاد وظيفة تدعم به بيتها بالمال الذي يكفي للحياة الكريمة، بعد طردها من وظيفتها، لتتكاثر عليها الديون.

اضطرت ماري بيفان التقديم على مسابقة أبشع امرأة بالعالم بعدما فقدت الأمل في إيجاد وظيفة، وما زاد حياتها قسوة، هو فوزها باللقب بشكل مُدعي للشفقة، وحصلت حينها على جائزة تبلغ قيمتها خمسين دولارا، ثم توالت العروض عليها لتقديمها كمادة مثيرة للسخرية أو الرعب في السيرك مقابل المال، كما شاركت بعروض كوني آيلاند، وتعرضت حينها ماري لتنمر الأطفال، حيث كانوا يعتبرونها «حيوان» مُخيف يرمونه بالأحجار، ما كان يؤلمها، لكن كان دافعها في تقبل كل ذلك، هو توفير رفاهية لأبنائها.

بالرغم من كل ما تعرضت له ماري من حالة نفسية سيئة، تمكنت من تربية أبنائها بشكل سليم وتعليمهم بكفاءة، بالإضافة لتساؤلاتها المستمرة لأبناءها «هل أمتلك أحقية لقب الأم الجيدة أم الجمال هو ما يجعل الأم جيدة؟».

وفاة ماري أثناء تقديم عرض في السيرك

حياة صعبة عاشتها السيدة، إلا أن ماتت ماري بيفان وقت تقديم أحد العروض عام 1933،عن عمر 59 عامًا، حيث وقعت بشكل مفاجئ أرضًا وسط السيرك، واعتقد الجمهور أنها تُمثل لإضحاكهم، وامتلئت القاعة بالتصفيق، وتم دفنها بلندن في مقابر بروكلي وليديويل.

ولكونها ضحية، ساهمت تجربة ماري بيفان بشكل مباشر في فهم الأطباء للحالة النادرة من تضخم الأطراف، بالإضافة لجانب دعم الوعي، وفهم الحالة القاسية التي يمر بها أولئك الذين يعانون من أمراض إعاقية، فلم يقتصر دور ماري على العروض التقديمية في السيرك، بل كان لها الفضل الأعظم في تقدم العلم والوعي.