كتب: أمنية شريف -
04:33 م | الأحد 27 أغسطس 2023
في 7 أكتوبر عام 2015، كانت المحادثة الأولى لابن محافظة الشرقية، أحمد خضري، والتركية بيضاء توركيلماز، بدأت بإشعار على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، في صفحته لتعليم اللغة العربية عن يوم ميلادها، ولم يعلموا أنها كانت مؤشرا لشرارة الحب التي بدأت وتكللت بالزواج، عابرة اللغة والحدود.
درست «بيضاء» بجامعة في إسطنبول، وتحضر لرسالة الماجستير في قسم اللغة العربية، وفي منيا القمح بالشرقية درس «أحمد» في كلية الآداب قسم اللغة العربية، جامعة الزقازيق، ثم قاده القدر لإتمام الماجستير في اللغة العربية في جامعة بتركيا، ليعزم الأخير على تدريس اللغة العربية للأتراك ونشر الثقافة المصرية.
وفكر في عمل صفحة على «الفيس بوك»، لنشر اللغة العربية وأطلق عليها «العربية الجميلة»، كان يتابعها الأتراك، وبيضاء كانت ضمنهم: «كانت متفاعلة مع الصفحة بالإعجابات، والصفحة عملت لها حساب شخصي بنفس الاسم وكانت صديقة عليه، فجالي نوتيفيكشن بعيد ميلادها وأرسلت ليها أهنيها باللغة العربية وجنبها معناها بالتركي، وردت على الرسالة بالعربي بشكرًا يا أستاذ».
ليعانقه القدر مبتهجًا، حسب حديث الزوج، لـ«هُن»: «كانت الشرارة التي أشعلت فتيل قصة الحب بيننا، هي كانت مهتمة تتكلم عربي، لأنها كانت درست سنة تحضيرية بالعربي في الجامعة، وكانت وقتها في سلطنة عمان ضمن برنامج بعثة الطلاب المتفوقين للجامعة لدراسة اللغة العربية، واتكلمنا بالرسايل وحسينا أننا قريبين وكانت طريقتنا وطباعنا وشغفنا متشابه، كان فيها سمات شريكة العمر، وسبحان الله أرواحنا انسجمت».
وانسجمت الطباع وتلاقت الأرواح، كأن الروحين التقتا في عالم الملكوت، فقد يكتمل نصفك الذي تبحث عنه حقيقة ومجازًا، ليحاول التقدم لها بخطبة رسمية، قابلته الكثير من الصعوبات لوفاة والدها، لكنه حاول أن يطمئن عائلتها: «وفعلًا أهلها وافقوا على الخطوبة وشربوني القهوة بالملح، وبدأنا نفرش الشقة من غير ضغوط مالية، وحددنا موعد الزواج 29 يونيو 2016، وتم الزواج في إسطنبول».
«الحمد لله من يوم زواجنا أوفياء لبعض متفاهمين متجاورين، وعملنا مكتبة عربية تركية في البيت بنتشارك فيها، فسبحان الذي جمعنا وجعل بيننا مودة ورحمة، ورزقنا بابنتنا العلياء المصرية التركية، فاللهم أعني على شكر فضلك ونعمك قولًا وعملًا، فبيضاء دومًا رقيقة الطبع نقية الروح، قليلة الطلب كثيرة العطف»، بحسب الزوج.