كتب: آية أشرف -
08:09 م | الجمعة 18 أغسطس 2023
قبل 17 عاما، كانت المقابلة الأولى بين هيثم سيد، وإيمان صبري، داخل إحدى الشركات، فعلى الرغم من عملها أخصائية موارد بشرية، وعمل الأخير بالمحاسبة، إلا أن الثنائي جمعتهما حينها صداقة كبيرة، تحولت في النهاية لقصة حب تكللت بالزواج في 2010، ليصبح «هيثم» الداعم والسند: «أول مقابلة ما بينا كانت من 17 سنة في الشغل، وبدأت بعدها قصة حبنا واتجوزنا، عشنا حياة بحلوها ومرها زي أي اتنين، وحصل دروبات كتير أوي في حياتنا ومآسي كتير أوي، بس كان في كل مرة حاجة تحصلي مكنتش بلاقي غيره يقف جنبي ويشيلني».
توج الزواج بابنتين 12 عاما، و9 أعوام، لتنمو علاقة الحب أكثر وتتحول لأسرة سعيدة، تشوبها المشكلات تارة، وتسودها المودة والرحمة والحب معظم الوقت، قبل أن يتعرضا لحادث قلب موازين حياتهما رأسًا على عقب.
في يوم مثل باقي الأيام التي سبقته، انتهى الثنائي «إيمان» أو «هيثم»، من عملهما واستعدا للعودة إلى المنزل، قبل أن يحدث ما لا في الحسبان، حادث مرعب تعرض له الزوج أمام أعين الزوجة في منتصف الشارع، ليفقد على أثره الحركة تمامًا.
حادث بشع تروي الزوجة، تفاصيله لـ«هُن» وكأنها تعودة بالذاكرة لعامين ماضيين: «يوم الحادثة كنا راجعين من الشغل أنا وهو، ولما نزلنا من عربية الشغل وقعت عليه كنبة من الدور الخامس، من ناس كانوا بينقلوا عفشهم، الكلام ده كان في نوفمبر 2021».
وضع صحي صعب يعانيه الزوج عقب الحادث المؤلم: «حصله كسر في العمود الفقري، وكدمة على الحبل الشوكى أثرت على الحركة والإحساس، وبقى يستخدم الكرسي المتحرك، لأن حصله شلل نصفي».
حالة من اليأس والظلامية سيطرت على الزوجة، قبل أن تعود سريعًا لزوجها، بل تبادل الثنائي مشاعر الدعم للحفاظ على علاقتهما: «وقتها الدنيا اسودت في عيني، حسيت للحظات أني وقعت ومش هقوم من الوجع والألم، بس قررت أفوق من الصدمة النفسية اللي حصلتلي علشان أقدر أبقى جنبه وأقدر أكون جنب بناتي، قعدنا في المستشفى سنة بحالها بيتعالج، ودعيت من ربنا أنه يقوينى في كل لحظات الضعف اللي مريت بيها، لكن قويت نفسي بيه هو، لأن هو نفسه رغم تعبه كان بيدعمني، وبصحابنا اللي مسابوناش الدنيا عدت».
مواقف عصيبة مرت بها الزوجة، قبل أن ترضى بقضاء الله وقدره: «كان أصعب موقف عدى عليا، لما قالولي جوزك مش هيقدر يمشي تاني، ويوم ما نزلت الشغل لوحدي من غيره، وأول يوم بناتي راحوا مدرستهم لوحدهم من غير ما نوصلهم، كان أكبر وجع حصل في حياتي».
دعوة واحدة ورجاء تتمناه الزوجة المكلومة: «باخده قدوة ليا في الرضا والإيمان بالله والقدر، ونفسي ربنا يشفيه ويرجعلنا تاني».
