كتب: نرمين عزت -
08:12 م | الإثنين 24 أبريل 2023
«أنا عندي ولدين وانت التالت وانت مامتك مش معاك دلوقتي فاعتبرني مامتك وخد مني العيدية دي»، كلمات من سيدة هندية في مدينة بوني تعكس الحب والود لشخص غريب في بيتها، لكنها عاملته معاملة الابن وأكرمت ضيافته، ليشعر أنه في بلده مصر وليس في الغربة.
3 شهور قضاها أحمد محمد في الغربة حتى اقترب العيد وهو وحيد، لذلك عرض عليه أحد الأصدقاء الهنود أن يقضي العيد بينهم، وعلى الرغم من كونه غريبًا بينهم كانت المعاملة مليئة بالحب والاحترام المتبادل وتبادل العيديات والصور، وكانت لحظات كفيلة أن يشعر بها بأنه بين أهله وفق حديثه لـ«الوطن».
عادات متشابهة لشعبين مختلفين يتفقان على أن «فيها حاجة حلوة»، فالخير والمودة في قلوب البشر سواء في مصر أو الهند، فمنذ 3 أشهر كان يشعر بالغربة حتى قابل إحدى الأسر المسلمة في مدينة بوني، وعرضوا عليه أن يقضي معهم عيد الفطر المبارك:«انا بقالي 3 شهورمعاهم، وشغال جرافيك ديزاينر في شركة هناك، وكان فيه واحد مسلم معايا في الشغل دايما معايا وبياخد باله مني وهنا المسلمين بياخدوا بالهم من المسلمين اللي من برة البلد، المهم أنا عايش في أحمد أباد، وهو عرض عليا أقضي العيد مع عيلته في مدينة اسمها بوني، روحت معاه وهم كانوا مرحبين بيا جدا العيد هنا مفيش احتفالات كتير زي عندنا في مصر، صلاة العيد متأخر بتبقى الساعة 9 وساعات 12».
واستكمل واصفًا الصلاة بينهم بأنها ليست مثل مصر لظروف أمنية، وأن أغلب المساجد صغيرة جدًا لكنها مليئة بالحب والدفء ومباركات العيد والأحضان تنهال على الجميع بعد أداء الصلاة: «أول ما يخلصوا بيحضنوا بعض كله مع كله في روح حلوة يعني لقيت الناس بتحضني كأنهم عارفني من سنين ومش عارف ليه».
لا تختلف الثقافة كثيرًا فالملابس الجديدة وحلوى العيد والعيديات موجودة، حتى الُألفة والمودة موجودة كذلك حتى مع الغريب عنهم الذي أصبح ابنهم، يقول «أحمد»: «ماما اللي مستضيفاني في الهند اختارتلي اللبس ده عشان أصلي بيه العيد وبتقولي أنا عندي ولدين واإت التالت، وإنت مامتك مش معاك دلوقتي فاعتبرني مامتك وخد مني العيدية دي قولتلها أنا كمان عايز أديكي عيدية، وأديتها 100 جنيه مصري كانت معايا كانت مبسوطة وقعدت تحضنني كتير وادتني 500 روبية بتقولي عشان متحسش انك لوحدك وهنا الاغلب مش بيحبوا يخرجوا اوي على انهم يقعدوا مع عيلتهم ويزوروا قرايبهم» أما بالنسبة للملابس الجديدة قال: «هما بيلبسوا اللبس بتاعهم اول يوم واختارولي لبس ألبسه من عندهم وبعد الصلاة بيدوا الاطفال العيدية وكده زي عندنا فانا حبيت اسيبلهم ذكرى واديت لمامتهم 100 جنيه مصري فهي اتفاجئت جدا وحضنتني».
الحلوى شيء أساسي في العيد، إذ قال: «عندهم طبق مخصوص بيعملوه في العيد عبارة عن لبن مع حاجة شبه الشعرية بس مش شعرية، وفواكه مجففة ومكسرات قطع لوز صغير كده وكاچو وبيبقى طبق اساسي بعد كل وجبة او في النص كده في العيد وطعمه حلو جدا».
