رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

المرأة والحب في حياة مصطفى محمود.. «البوسطجي» سبب زواج أنهته الغيرة

كتب: أمنية شريف -

01:37 م | الثلاثاء 27 ديسمبر 2022

المرأة والحب في حياة مصطفى محمود

لكل إنسان عالمان، أحدهما الانطباع العام المأخوذ عنه، والآخر مجهول، وفي حالة الدكتور الراحل مصطفى محمود، فكان حديثه عن العلمي البحت، الشائع والمُتصدر دائمًا، إلا أن لقلبه أحاديث طوال قد يجهلها البعض، فهو كان الزوج العاشق من أول حديث تليفزيوني، والأب المُعجب بابنته، وتحدث عن المرأة ووصفها في كثير من المحافل، بأنها كالدنيا وموطن تجسيد الحياة، ذلك العالم الذي نلقى عليه الضوء في ذكرى ميلاده، التي توافق 27 ديسمبر من كل عام.

العطاء معنى الحب

قال الدكتور مصطفى محمود، في لقاء مع المذيع طارق حبيب، ببرنامج «من الألف إلى الياء»، عن الزواج عن حب، إن الشيء الذي يثبت العلاقة بين الزوجين، هو أن العقل يكون مقتنع، وكلمة أُحبك فقط، لا تنهي قضية الحب ولا تؤول إلى الزواج، بل هي مسألة عابرة وتتغير وسريعة الزوال، والذي تحبه اليوم، من الممكن أن تصبح لا تحبه بعد ذلك، فنجاح العلاقات يجب أن يكون بعنصري الفهم والأخلاق.

وأضاف أنه يجب أن يوجد عنصر آخر بجانب الحب، وهو «عنصر التفهم والفهم»، فهي رحلة عمر وليست ساعة تزول، ولا بد من وجود عنصر ثالث، وهو عنصر أخلاقي يحوي استعداد الإنسان لأن يتنازل عن أنانيته، في مقابل الآخر بتنازلات متبادلة، وأنه شخص ليس وحيدًا، ولا بد أن لا تدخل الأنا في الموضوع، لأن ذلك يجعل العلاقة حاصل طرح وليس حاصل جمع، وذلك لا يوجد إلا في النفوس الخيرة المعطاءة، وذكر أنه لم ير أبيه وأمه في عراك خلال 30 عاما، ووصف ذلك بأنه شيء غير عادي، فالبيت كان مليء بالمشكلات والأمراض، لذلك سر دوام العلاقات، أن يكون في النفوس خير.

قصة زواج مصطفى محمود

تزوج مرتين وزوجته الأولى كانت «السيدة سامية»، قال عنها في كتاب «مذكرات مصطفى محمود»: «زوجتي الأولى ملكة جمال قلبي، هل أخبرتكم أن أعظم حب لحياتي كان لمكلة عمري، وهل أخبرتكم أنني وقعت في حبها عندما سمعت صوتها، أحببتها وكان صوتها الدليل إلى قلبي، وأنتم تلاحظون أن الحيرة هي أكبر شيء في حياتي، فدائمًا ما كنت أحتار في البحث عن الشيء، ولكن طالما عشت عمري أبحث عن نفسي، وفي كل مرحلة في حياتي كنت أسأل نفسي: هل وجدت ما أبحث عنه؟ وهكذا كان حبي لها، كنت أريدها نصفي الآخر الذي ينقصني، كنت أرغب في الاستقرار النفسي قبل الجسدي، وهي كانت طبقًا على مقاسي».

ذهب الحب الأول ضحية الغيرة

كان مصطفى محمود، أول من أطلق أبواب الفضفضة والحب في الصحف والمجلات، فأنشأ باب اعترافات العشاق والبوسطجي في بوابة روز اليوسف، وفي إحدي الأيام كانت تتصل السيدة «سامية»، لتروي مشكلتها، وقرر مواصلة الرد عليها حتى أتفقا على المقابلة، وقابلها ومنذ ذلك، لقى فيها راحتة، وقال إنها كان هو مشكلتها ولم يكن يعرف أنه سر مشكلتها العاطفية، وعبر «لم أعرف معنى حبها إلا عندما انتقلت لي عدوى حبها، واعترفت لي أنها كانت تحبني منذ أعوام طويلة».

وتزوجها في عام 1961 ووصف أيامه معها في السنوات الأولى، بأنها أفضل أيام حياته واستمر الزواج 10 سنوات كاملة وأنجب «أمل وأدهم»، ولم يؤرقه إلا شدة الغيرة، فقد قال في إحدى اللقاءات عن الغيرة الشديدة، إنها تفتت العلاقات، فهي رغبة في التملك، ولأنه كاتب، وكان رغمًا عنه يقابل الكثيرات، كانت شديدة الغيرة عليه، حتى انفصلا في عام 1973، وأطلق على انفصالهما لفظ «الحب الأول في حياتي قد ذهب ضحية الغيرة».

إعجاب بأنثى وفكرة

بعد ذلك وصف مرحلة حياته، بأنها كانت مرحلة صيام عن المرأة، لكنه تزوج للمرة الثانية من سيدة تدعى «زينب حمدي» بحثًا عن الاستقرار، فقابلها عام 1981، فهي كانت مأمورة الضرائب وأول ما رأها أعطاها مجموعة من الكتب ووصف إعجابه لها، بأنه كان إعجاب بأنثى وفكرة، ولأنه كان دومًا ما يسأل نفسه هل أنا سعيد؟ هل ينقصني شيئًا؟ فتزوجها في عام 1982، وفي لقاء له في برنامج «على فين» مع المذيعة فريال صالح، قال عنها إنه يحبها لأن أهم صفة فيها إنها تحتضنه بهمومة واهتماماته، فهي شريك حياة بمعنى شريك حياة، وقالت هي عنه إنها تحب هوايته من القراءة والعلم والتشارك في الخدمة الاجتماعية للناس.

وتحدثت عنه في برنامج «مادة علمية وتقديم»، للمقدم خالد نظامي، أنها في أول مقابلة له جلسا معًا ليتناقشا وذهبا في مشوار معًا، وجلس بجانبها يغني كلمات أغنية الحبيب المجهول للموسيقار عبد الوهاب «حبيبي يا إللي خيالي فيك»، وذهبا معًا لمكان في المهندسين، كان يريد أن يبنيه جامع، وعجبه فكرها ورأيها وطلب منها أن تشرف على الجامع، وصرح لها بإعجابه بعد شهرين في المولد النبوي، وقال لها إنه يريد أن يقضيا معًا مولد النبي، وحدث الارتباط، وقالت إنها تعلمت منه الكثير، ولكن لم تطل فترة هذا الزواجـ وفي عام 1984 انفصل عنها.

حديث ابنته عنه

وعن أبنائة أدهم وأمل، قال في مذكراته إن أمل كانت فتاة جميلة معجبة بإعجاب الجميع له، وكانت دومًا تناقشه أفكارة وتقرأ مذكراته، وكان أدهم دومًا بجواره ويصطحبه في رحلاته، وكان معه طوال إعداده لبرنامج «العلم والإيمان»، وأوضحت ابنته أمل، في لقاء لها في برنامج «من مصر»: «أنه كان شديد الإخلاص وأنا فخورة بكونه والدي، فهو فليسوف التنوير وأحب أعمالهـ والخير الذي كان يبذله في خدمة الجميع، لأن هذا هو بالفعل الإرث الذي يبقى، وأشعر بالفخر الكبير، لأن والدي ضمن كبار المفكرين العالميين».