الصدفة جعلتها ببراءتها وسرعتها تحقق إنجازا مذهلا في 10 دقائق فقط، وذلك باستطاعتها إنهاء حل 200 مسألة حسابية معقدة، معتمدة على قدراتها العقلية دون الحاجة إلى استخدام الآلة الحاسبة، لتتفاجأ بعدها الطفلة رؤية محمد صاحبة الخمس سنوات بحصولها على المركز الأول في مسابقة برنامج مستر ماس للحساب الذهني في نسخته المصرية، لتكون أصغر متسابقة تحصل عليه على مستوى الجمهورية.

والدة رؤية: بدأت بتعلميها الأباكوس الياباني

ظهر تميز الطفلة رؤية وطموحها لتعلم أشياء عديدة منذ عامها الأول، وذلك حسب ما قالته منى حسين، والدة الطفلة، فبرغم سكنهم في إحدى قرى محافظة الفيوم التي قد لا يحصل فيها كافة الأطفال على الاهتمام، حرصت على تعليم طفلتها شتى المجالات وخاصة الرياضيات لكونها تعمل معلمة لتلك المادة، فقدمت لها في كورس مع مدربة تابعة لبرنامج مستر ماس، بهدف زيادة قدرتها وسرعتها في حل المسائل الحسابية المعقدة دون الحاجة للآلة الحاسبة، فبدأت بالتعلم على الأباكوس الياباني ثم بعد ذلك أصبحت تستعمل ذهنها لحل المسائل الحسابية، واستطاعت خلال شهرين أن تكون قادرة على حل 20 مسألة حسابية في 15 دقيقة.

مسابقة مستر ماس للحساب الذهني

لاحظت مروة عبد العليم، مدربة رؤية، تفوق الطفلة ورأت فيها القدرة على اجتياز مسابقة مستر ماس، فهو برنامج ياباني الأصل وطبق بالنسخة المصرية عام 2011، وذلك لتطوير مهارات الطفل العقلية لحل المسائل الحسابية المعقدة للأطفال الذين يتراوح أعمارهم بين 4 سنوات إلى 14 عاما، فاقترحت على والدتها الالتحاق بالمسابقة لتكون أصغر المشاركين، وكان حينها المتبقي من الوقت 10 أيام على المسابقة.

فالمسابقة عبارة عن امتحان يحتوي على 200 مسألة حسابية معقدة مقسمة على 5 ورقات للإجابة عليها في 10 دقائق فقط، كل ورقة تحتوي على 40 مسألة مقسمة على ثلاث أعمدة من المسائل الحسابية المختلفة من الجمع والطرح والضرب والقسمة؛ العمود الأول تتكون المسألة فيه من 4 أرقام، بينما الثاني من 5 أرقام، وكذلك الثالث تتكون أسئلته من 6 أرقام.

الطفلة رؤية: كنت بدرب الصبح لتقليل وقت الحل

وخلال ذلك الوقت الضيق بدأت رؤية، الاستعداد من خلال التدريب المكثف على أجواء المسابقة، فكانت في الصباح مع مدربتها، وكذلك والدتها بالمنزل مستعينة بـ«ستوب واتش» للحساب، لتصبح قادرة على تقليل وقتها لحل 20 مسألة حسابية من 15 دقيقة إلى دقيقة واحدة فقط، لتصبح جاهزة للمسابقة، وقبل المسابقة أصيبت رؤية بالحمى، رفضت والدتها حينها ذهابها للمسابقة خوفًا على صحة ابنتها، إلا إنها أصرت على الذهاب إيمانًا منها بقدرتها على المشاركة.

من سياسة المسابقة إعلان أسماء الفائزين يوم حفلة التكريم، وفي ذلك اليوم ذهبت رؤية بصحبة والدتها والمعلمة لحضور حفل التكريم؛ إيمانًا منها وفقا لتصريحها لـ«هن» بأنها ستكرم وتكون الأولى على المشاركين، ولم يخيب الله ظنها وخلال دقائق قليلة سمعت رؤية اسمها في الميكروفون بحصولها على المركز الأول في المسابقة وفوزها بكأس مستر ماس، فركضت مسرعة مثل السهام المترامية لاستلام الجائزة: «كنت فرحانة أوي وأنا باخد الجايزة».