رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«ألمظ» توفي زوجها فربت أطفالها من زراعة الصحراء بالفيوم: «نفسي أزور بيت الله»

كتب: أسماء أبو السعود -

11:21 م | الجمعة 09 سبتمبر 2022

 ألمظ أبو السعود في أثناء عملها بالأرض الزراعية

بيديها الناعمتين المجعدتين، تمسك المرأة السبعينية، ألمظ أبو السعود، بالفأس، وتضرب الأرض بقوة لتزرع العديد من المحاصيل الزراعية، أشهرها البطيخ على مدار 46 عامًا.

يعرفها الجميع جيدًا في محافظة الفيوم، وكرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل 4 أعوام ضمن قائمة الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية، ولكنها لا تزال حريصة على زراعة أرضها والإشراف عليها بنفسها.

تروي الحاجة ألمظ لـ«الوطن» حكاية 46 عامًا قضتها في زراعة الأراضي رغم عدم وجود مياه، والتحديات التي واجهتها والصعوبات، ما جعلها أحد أهم أعضاء نقابة الفلاحين.

حكاية فلاحة مصرية

وُلدت الحاجة ألمظ في محافظة كفر الشيخ، وتزوجت ابن عمها فهيم محمد كرد، ولكنهما حضرا إلى محافظة الفيوم قبل عشرات السنوات، وسكنا بقرية محمد فهمي التابعة للوحدة المحلية بالبرنس التابعة لمركز إطسا، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ثم عملا في زراعة البطيخ «البرلسي».

لم تدم فرحتهما بأرضهما الزراعية طويلاً إذ أصيب الزوج بمرض القلب الذي تغلّب عليه خلال فترة قصيرة وجعله طريح الفراش، فقررت الزوجة الاهتمام بزراعة الأرض وهي في الـ 26 من عمرها.

حرثت وروت وزرعت بأيديها

أيام عصيبة مرت على الحاجة ألمظ زادت من معاناتها بوفاة الزوج، وتركها في عشة صغيرة من البوص لا يوجد بها كهرباء ولا مياه، وبحضنها أبنائها الثلاثة الذين كان أكبرهم 10 أعوام ويدعى «فهيم»، و«نجوى 5 أعوام»، و«زينب»، رضيعة في أيامها الأولى.

لم تستسلم الزوجة للواقع الصعب بل حملت الفأس على كتفيها وخرجت لاستصلاح الأرض الزراعية المحيطة بها وبدأت في الزراعة والحصاد بمفردها، مستخدمةً أبقارها في حرث الأرض، و«البدالة اليدوية» في الري، و«النورج» في دراسة القمح.

أصرت على تعليم أبنائها

رغم كل هذا العناء لم تهمل الحاجة ألمظ في تعليم أولادها الذين حرصت على توفير مستقبل لهم، حيث دفعت بهم إلى المدارس، واهتمت بمذاكرتهم ليتصدروا قائمة الأوائل في كل عام، فأصبح الابن يعمل في مهنة المحاماة، والابنة محامية، والأخيرة موظفة بمجلس المدينة.

حاربت لتوصيل المياه

وقالت زينب فهيم، ابنة الحاجة ألمظ في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّ والدتها أصبحت عضواً في نقابة الفلاحين، وشاركت في العديد من المؤتمرات وكانت تطالب دائماً بتوصيل المياه إلى النهايات لزراعة الأرض ومنع تصحرها، حتى حينما كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي كأم مثالية منذ 4 أعوام، طلبت منه تبطين الترع والأبحر لتوصيل المياه إلى النهايات بعد معاناتها هي وأهالي القرى المجاورة من أزمة نقص المياه.

وقدّمت الحاجة ألمظ في تصريحات خاصة لـ «الوطن»، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على استجابته لطلبها، وتوجيهه بتطوير قرى الريف المصري، وأهمها تبطين الترع والأبحر، موضحةً أنّه تم بالفعل تبطين العديد من الأبحر والترع بينها بحر «الجفادة» الذي يوصل المياه إليهم، ودعت إلى ضرورة تبطين «بحر البرنس»، ولم يتم تبطينه حتى الآن. 

تعشق الأرض الزراعية

وكشفت «ألمظ» أنّها تعشق الأرض الزراعية، وتحرص على زراعتها رغم تحملها المشاق إذ أنّها حفرت آبار في وسط الأراضي الزراعية ثم تحضر المياه بالفنطاس من البحر وتفرغها في الترع لتروي بها أرضها، وحين تنتهي المياه تكرر الموضوع باستمرار حرصاً على استمرار أرضها كجنة خضراء وعدم تعرضها للتصحر.

وشددت على أنّها ستظل تذهب للأرض الزراعية، وتزرعها بيديها طالما كانت على قيد الحياة، كما أنّها توصي أبنائها بالحفاظ على الأرض من بعدها، مُعبرةً عن أمنيتها بحج بيت الله الحرام، والانتهاء من تبطين الترع والأبحر ووصول المياه إلى كل النهايات في محافظة الفيوم.