كتب: آية أشرف - روان مسعد -
08:58 ص | الخميس 25 أغسطس 2022
لم يكن فيروس كورونا فاصلًا صحيًا أوقف حياة العالم لفترة، فكان أيضًا الجسر الفاصل بين «أنجيلا» من بيلاروسيا و«إسلام» من مصر، منذ لقاءهما الأول كأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحتى جمعهما الحب بعد عودة الحياة لطبيعتها، ليتوجا قصتهما بالزواج بعدما تركت بلدها وجاءت للقاهرة لترى حبيبها وعائلته على أرض الواقع.
لم يكن جهل كلًا من «إسلام» و«أنجيلا» بلغة الآخر، عائقًا أمام التعارف الذي سهّله مترجم فوري، حتى حان لقاءهما في مصر، رغم قلقها لذهابها وحيدة إلى بلد تجهلها إلا أن مقابلة عائلته لها أشعرتها بالارتياح والود: «عاملوني مثل ابنتهم».
تروي «أنجيلا» في حديثها لـ«هن»، كواليس قصة زواجها من الشاب المصري، بعد زيارتها السريعة لمصر التي أعقبتها موافقة، لتقرر الفتاة العودة لبلادها لإنهاء عقد عملها وإخبار أسرتها بخبر زواجها: «رجعت إلى بلدي لحل المشكلات المتعلقة بعملي، وإبلاغ عائلتي بالزواج والسفر لمصر، لكن انتشر فيروس كورونا واتقفلت الحدود لمدة 4 أشهر، كنا بنتواصل عبر الإنترنت والفيديو، ووقتها اتعرف على والديّ عبر الفيديو، وأسرتي وافقت على الزواج والسفر».
لم تصمد الفتاة الأجنبية، صاحبة الـ24 عامًا، طويلا، فمع فتح خطوط الطيران سافرت إلى مصر على الفور لإتمام الزواج من «إسلام»: «تعلمت القليل من اللغة الإنجليزية والعربية للتواصل بينا، لأني كنت بتكلم روسي بس».
لم تتطرق الفتاة العشرينية للعمل بقدر تفرغها لزوجها: «هو مصور ويعمل بالدعاية، وأنا فقط اعتني به وبطفلنا وهو عمره عام و4 شهور فقط».
منذ عامين فقط، لم تتوقع أنجيلا حياتها الجديدة، ولكنها شعرت براحة وهدوء استثنائيين عندما قررت ارتداء الحجاب، بمجرد وصولها إلى مصر لم ترتدي الحجاب على الفور وإنما أخذ الأمر حوالي 4 شهور لتتكيف، فقد كانت تظن أنها ستشعر بحرارة كبيرة وعدم راحة، ولكنها كانت تقول إنها بمجرد أن أخذت القرار وارتدته أصبح جزءًا منها، وكان لديها تخوفًا من عدم تقبل عائلتها وأقاربها لتلك الفكرة، ولكنهم جميعا دعموا قرارها وشجعوها على الحجاب.
ورغم مرور وقت طويل على ارتدائها الحجاب، إلا أنها قررت أن تساعد الفتيات اللاتي تحجبن حديثًا على عمل ستايلنج مختلف لـ لفات الطرح، وكذلك تنسيق الحجاب مع الملابس، وخلال يومين فقط انتشرت تلك الفيديوهات بشكل لم تتوقعه «أنجيلا»، وتتمنى أن تستفيد منه الفتيات المحجبات بشكل عام.
وعن استقرارها في مصر، أكدت مدى ارتباطها بزوجها وعائلته والشعب المصري: «شعب طيب، وأنا أجلس في منزلي دائمًا للاعتناء بطفلي، وأطهو جميع الأكلات إلا الملوخية لأني محبتهاش».