كتب: آية الله الجافي -
02:51 ص | الخميس 14 يوليو 2022
تشكيل الطالبة العشرينية سهيلة أنور على الصلصال في مرحلة الطفولة كان أولى خطواتها في اكتشاف حب الرسم والنحت، لتمر بها السنون؛ وتحقق حلمها في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، جامعة الأقصر، والتي سمحت لها بالتعبير بكل حرية عن أفكارها، واستغلال موهبتها في النحت بالشكل الأمثل، لتقدم لنا في عامها الرابع والأخير مشروع تخرج مُتميز يربط بين الواقع وخيال الفنان.
تمثال لإنسان ضخم منحوت بدقة عالية، ملامح وجهه بها شيء من القسوة والجمود، تتدلى الدهون من بطنه، ويجلس في وضع متوازن على جسد اثنين من البشر، وتظهر على ملامحهم علامات الألم والمعاناة. هكذا عبرت «سهيلة» عن فكرة الرأسمالية وتأثيرها على المجتمع والفئة العامة خاصة، حسب تعبيرها لـ«الوطن».
وأضافت، أن الشخص الضخم الذي يمثل الرأسمالية، هدفه الوحيد هو زيادة الربح وتكوين الثروة، وكلما زادت الثروة زاد الطمع في المزيد، وبالتالي ظهرت الطبقية واستغلال العمال وسُلبت إرادتهم دون وجود لأي من الحقوق أو الأخلاقيات أو القيم الإنسانية أو الإجتماعية.
حب الرسم دفع «سهيلة» ابنة الأقصر للالتحاق بكلية الفنون الجميلة، إلا أنها تعرفت على فن النحت خلال دراستها في الكلية، لتتذكر بذلك هواية طفولتها في التشكيل بالصلصال حتى قررت الالتحاق بقسم النحت: «مكنتش أعرف وقتها يعني إيه نحت.. بس لما أتعرفت على الفن ده، لقيته أكتر تخصص هقدر أعبر بيه عن نفسي وأفكاري».
قبل اختيار فكرة المشروع النهائية، التي جسدت فيها «سهيلة» الرأسمالية ومعاناة العمال، مر على رأسها الكثير من الأفكار، التي جعلتها تعيش في حالة من التشتت، ولكنها قررت في نهاية الأمر أن تختار موضوع تلمس به قضية واقعية، لتتخطى بذلك الإعتماد على الجانب الرومانسي أو الجمالي وحده في الأعمال المنحوتة: «أهلى وأساتذتي في الكلية شجعوني جدًا اني أبدأ في الفكرة إللي اختارتها».
أكثر ما كانت تخشاه «سهيلة» هو عدم قدرتها على إنجاز التمثال في الوقت المُحدد، بسبب كبر حجمه، الذي كان يحتاج للكثير من الوقت والجهد حتى يتم تسليمه بالشكل الأمثل للجنة التحكيم في الكلية: «العمل طوله مترين والعرض مترين × متر تمانين.. في الأول بعمل هيكل التمثال من الحديد باستخدام لحام وصاروخ، وده أصعب جزء.. وبعدين ببدأ أحط طينة وأشكلها بأدوات خاصة بالنحت»، حتى استطاعت بتكثيف جهدها والسهر لساعات طويلة من إتمام المشروع خلال فترة لم تتجاوز الشهر، وتسليمه للجنة التحكيم بالكلية.
ردود الأفعال الإيجابية التي حصلت عليها «سهيلة» من لجنة التحكيم بكلية الفنون الجميلة، جعلتها تشعر بالفخر، لتلمس بثنائهم على فنها حسن صنعها وإتقانها، مُتمنية أن تحصل على مركز مع ظهور النتيجة خلال الأيام المُقبلة: «المشروع ده كانت خطوتي الأولى.. وهستمر لحد ما أعمل اسم ليا في النحت».