رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

قصة صمود «إيمان».. مريضة قلب تقهر سرطانين وتكافح لتربية بنتين: ظروفي سبب طلاقي

كتب: ياسمين أحمد -

03:37 م | الجمعة 17 ديسمبر 2021

إيمان وهي تعمل

كأنها قصة بطلة في فيلم تعيش حياة مليئة بالمحن والمواقف درامية، تتداخل معها بشجاعة وتحدي، لدرجة أنك بمجرد أن تغوص في تفاصيل رحلتها القاسية وإرادتها في مواجهة تعجيزات المرض، سيردد لسانك تلقائيا مع كل خطوة أوصافا للتعبير عن صمودها كـ«ست بـ100 راجل»، وتطلق عليها ألقابا تشعر أنها لا توفيها حقها، مثل «قاهرة اليأس والمرض»، هكذا سيكون حالك وأنت تتفاعل مع حكاية «إيمان» المصابة بعدة أمراض «تهد الجبل»، لكنها لم تهزم عزيمتها وتحملها لكل المشقات في مشوار سعيها من أجل تربية بناتها.

«إيمان» تقهر المرض بالعمل والكفاح

لم تكن إصابة إيمان حامد، البالغة من العمر 35 عاما، بمرض السرطان اللعين، المحنة التي غيرت مجرى حياتها، إذ تعرضت لبعض الشدائد التي زادت أوجاعها، لعل أبرزها غياب من تستند عليه بعد طلاقها، إذ لم يبق أمامها سوى طريقا سوى العمل والكفاح لتربية ابنتيها «ملك» و«فريدة».

بداية المشوار الصعب كانت مع صدمة مرضها، إذ تحكي إيمان لـ«هن»: «البداية في 2007، كنت مصابة بسرطان الغدة الدرقية، واكتشفت المرض بالصدفة، حسيت باختناق، بعدين عملت تحاليل طلعت كويسة، وكل ما أعمل حاجة تطلع كويسة، لحد ما الدكتور طلب مني أشعة على الرقبة».

اكتشف الأطباء ورمين مجهولين في رقبة السيدة الثلاثينية: «عملت عملية أولى وتانية وتالتة في رقبتي، واتحللت وطلع الورم خبيث، قالوا لازم نشيل الجزء ده، بعد كدة فتحوا تاني، قالوا فيه جزء متبقي لازم يتشال، لكن معرفوش يشيلوه، وبدأت رحلة علاجي من هنا».

صدمة جديدة وطلاق ومشروع لمواجهة الحياة

بعد رحلة صعبة للعلاج من سرطان الغدة، تلقت «إيمان» ضربة جديدة، إذ أصيبت بسرطان الثدي العام الماضي، لكنها لم تيأس وقاومت مجددا حتى تعافت منه، ومن هنا بدأت مشوار الكفاح في مواجهة الحياة، بإنشاء مشروع عبارة عن تحضير مأكولات منزلية، يعينها على أن تعيل ابنتيها.

تقول الأم المكافحة: «بدأت مشروع الأكل عشان أنا مريضة مش بقدر أشتغل، وعندي مشكلة في القلب، وعندي مشاكل صحية كتير أوي، كنت بشتغل مع ناس شوية، بعد كده عملت المشروع ده في البيت، ووقفت شوية لما تعبت، بعد كده لقيت الكل بيدعمني بعد طلاقي».

انفصلت السيدة الثلاثينية، عن زوجها الذي يكبرها بفارق كبير في العمر، بسبب مرضها: «الطلاق لما حصل كان من أسبابه مرضي، جوزي سنه مش صغير، وهو أكبر مني، فبدأ خلقه يبقى ضيق، وأنا كمان مع المرض خلقي بقي ضيق، ووصلنا لمرحلة صعبة، لحد ما حصل الطلاق».

المسؤولية فوق أوجاع المرض

رزقت إيمان، من طليقها بابنتين «ملك»، عمرها 15 عاما، تدرس في الصف الأول الثانوي، و«فريدة» 5 سنوات، وكانت مضطرة للعمل من أجل أن تنفق عليهما، ولم تجد مشروع أفضل من إعداد وجبات الطعام، فقررت الاشتراك في «جروب على واتساب»، لإرسال صور الطعام الذي تعده، ومن هنا بدأ المشروع.

ردود أفعال الناس على طعامها، كانت «مفرحة» -على حد تعبيرها-، لكنها كانت تجد صعوبة في توصيل الطلبات إليهم، إذ كانت تقوم بتلك المهمة بنفسها، لكنها حاليا، بسبب حالتها الصحية، تستعين بشخص آخر لإرسال الطلبات لزبائنها.

أمراض ومحاولات انتحار وأحلام لا تتوقف  

تسكن إيمان، في منطقة المقطم بالقاهرة، وبالإضافة إلى مرضها بسرطان الغدة والثدي، أجرت عملية استئصال ورم من الرجل اليسرى، وتعافت من الإصابة بأكياس دموية على الرحم، بخلاف إجراء عملية لتركيب دعامات في القلب، دوامات من الظروف الصعبة، ضعفت أمامها السيدة الثلاثينية بعض الأوقات، وقادتها إلى حالة من الاكتئاب الشديد، لدرجة أنه فكرت في الانتحار أكثر من مرة، لكن شغلها الشاغل الآن، ليس إلا تربية ابنتيها.

أحلام كثيرة تراود «أم البنات»، وترغب في تحقيقها: «أنا عايزة دعم، ومش عايزة أني اشتغل لوحدي، لأن فيه ناس حواليا كتير أوي ظروفهم وحشة زيي، والدعم اللي عايزاه مش عايزة أحس أني بتسول بمرضي، عايزة أشتغل عشان أصرف على بناتي، بعيد عن نظرة الشفقة، ومش حابة بناتي يسمعوا حاجة توجعهم أو تضايقهم، عايزة أشتغل عشان أثبت للدنيا كلها، إني ممدتش إيدي وربيت ولادي رغم تعبي».