كتب: منة الصياد -
01:54 م | الإثنين 13 ديسمبر 2021
حالة نفسية سيئة، تعيشها الفنانتين دنيا وإيمي سمير غانم، منذ الرحيل الصادم لوالديهما الفنان سمير غانم والفنانة دلال عبد العزيز، قبل عدة أشهر بشكل متعاقب، إثر إصابتهما بفيروس كورونا المستجد، إذ انعكست حالتهما من خلال عدم ظهورهما عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلا بالتوجه بالدعاء والرثاء لوالديهما فقط، دون العودة لحياتهما الطبيعية والمعتادة، واستمر الثنائي على هذا الوضع، حتى ظهورهما مؤخرا، بشكل مختلف.
قبل أيام، فاجأت الفنانة دنيا سمير غانم، جمهورها بالظهور خلال الغناء بلغة الإشارة في احتفالية «قادرون باختلاف» لذوي الهمم الخاصة، التي أقيمت في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذ أبهرت الجميع بحضورها المميز، الذي جاء لأول مرة منذ رحيل والديها.
نشرت إيمي سمير غانم، صورة لها أثناء تواجدها في الحرم المكي، عبر حسابها الرسمي بموقع تبادل الصور والفيديوهات «انستجرام»، وثقت خلالها انتهائها من أداء مناسك العمرة، مدونة عبارة: «الحمد لله».
بدء عودة الشقيقتين أظهر تعاطفًا وسعادة بالغة من قبل متابعيهما عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ على ما يبدو أنهن يحاولن العودة مرة أخرى، إلى ممارسة حياتهن الطبيعية، لكن بصورة تدريجية، حيث لا تزال ملامح الحزن تكسو وجوههن، وهو ما علق عليه الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، خلال مداخلة هاتفية مع «الوطن».
يقول «فرويز»، إن دنيا وإيمي سمير غانم، يحاولن العودة إلى حياتهن الطبيعية تدريجيًا، والخروج من حالة الصدمة التي انتابتهن، موضحًا أن الإنسان عندما يفقد شخصًا عزيزًا عليه، يدخل في البداية بمرحلة تعرف بـ«الصدمة»، التي عادة ما ينكر خلالها الحدث الواقع عليه: «بتبدأ الأفعال تنكر اللي حصل، اللي هو مش مستوعب ولا مصدق اللي حصل، ده مستحيل يكون حصل كده، وبيكون في عدم دراية باللي حواليه، ودي الحالة اللي هما كانوا فيها في الجنازتين».
تفهم الوضع، مرحلة ثانية مرت على الشقيقتين، اللتان ينبثق الحزن الشديد وعلامات البكاء من بين ملامحهما، ومن المقرر أن يليها مرحلة التأقلم مع الموقف: «بدأوا يتفهموا الموضوع، وهنا الإنسان بيعيط ويبكي ويخرج المشاعر اللي جواه، وبعدين يتأقلم مع الوضع الحالي».
عن إمكانية عودتهما لممارسة حياتهما الفنية مرة أخرى، خاصة أنهن تعودا على إظهار والديهما الراحلين في معظم أعمالهما التمثيلية، يؤكد أستاذ الطب النفسي، إن كل من دنيا وإيمي سمير غانم، سيتمكنا من العودة مرة أخرى بإمكانياتهما الفنية وموهبتهما المميزة.
وتابع «فرويز»: «هما مكانوش بيعتمدوا في العمل الفني على والديهما، هما كانوا بمثابة سنيدة ليهم من باب الحب، عشان كده دنيا وإيمي، هيرجعوا تاني بإمكانياتهم الفنية، وهتزيل الغم تدريجيًا، لأن العمل الفني، هو ده الحياة بالنسبالهم».
ويشدد أستاذ الطب النفسي، على أن كتمان الحزن قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة، والموت في بعض الأحيان، لأنه يتسبب في حدوث حالات من الانفجار الداخلي أو الخارجي: «الخارجي بيكون على شكل عصبية أو نرفزة طول الوقت، أما الداخلي قد يؤثر على الأعضاء الداخلية للجسم، والتي من بينها على سبيل المثال التهابات القولون وغيرها، وبيأثر على الجسم بشكل واضح»، لذلك يجب على الشخص التعبير عن حزنه وتجنب كتمانه.