رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

زوجة «وحش الجبال» أحمد عبد النبي في ذكرى استشهاده: كان حنين وسند لبناته

كتب: سحر عزازى -

03:21 م | الإثنين 25 يناير 2021

الشهيد أحمد عبد النبي وبناته

«أبو البنات»، هكذا لُقب الشهيد أحمد عبد النبي، قائد الكتيبة 101، الذي استشهد يوم 27 يناير عام 2016، تاركًا ورائه زوجة وأم وصديقة وفية، تعيش على ذكراه وتزرع داخل فتياتها حكايات الأب الشهم الشجاع، الذي دافع عن وطنه حتى نفس الأخير، تتذكر تفاصيل حياتهما معًا، تحاول في ذكراه، تجاهل إحساس الفقد والحزن الذي سكن بيتها، منذ أن انطفأ نوره بغياب شريك عمرها.

طلب الشهادة ونالها

تحكي مروة قنصوة، زوجة الشهيد احمد عبد النبي، تفاصيل الأيام الأخيرة قبل رحيله وشعوره بالموت، وحديثه الذي لا يخلو من تذكر الآخرة وتمني الشهادة، مؤكدة أنه أدى فريضة الحج في شهر أكتوبر 2015، وكان أول دعائه طلب الشهادة ونالها في شهر يناير 2016: «بعدها بـ117 يوم بالظبط جوزي كان مقابل رب كريم».

تتذكر مروة، يوم 21 يناير الذي سبق استشهاد زوجها، وقراره بأن يصطحبها هي والبنات لقضاء اليوم معًا، قبل سفره إلى سيناء، مشيرة إلى أنه لأول مرة يأخدهم ويقف بهم أمام الكلية الحربية، وكأنه يحدث نفسه للمرة الأخيرة، ويتخيل شكل جنازته.

تقول: «الكلام اللي كان مسيطر عليه، أنا مش راجع هقابل وجه كريم، راح عند سور الكلية الحربية، وأول مرة يقف عندها، وبدأ يكلم البنات، ويقول لهم شايفين أبوكوا، اتربى في المكان ده، منبت الرجال ومهبط شهداء، وهتخرج من هنا جنازتي، جنازة الشهيد أحمد عبد النبي»، مضيفة: «كلنا فضلنا نبكي».

أبو البنات والزوج الحنون

عشرة 14 عاما من المودة والرحمة والاحترام المتبادل والاحتواء والأمان الذي افتقدته «مروة» برحيله: «كان زي الجبل العالي اللي بيصونك وبيخليكى نجمة في السما، مكنتش محتاجة أكتر من كده»، مؤكدة أن سنوات عمرها معه كانت الأفضل في حياتها على الإطلاق، وأنها رزقت منه بـ4 فتيات، أكبرهن «جنى» في الصف الأول الثانوي، و«ندى» ابنة الـ13 عاما، و«سما» 10 سنوات، والصغيرة «لما» 5 سنوات الآن، والتي ولدت قبل رحيل والدها بشهرين فقط.

وحش الجبال

تحكي عن حياته التي كانت صعبة وجافة، وبها مصاعب ومسؤولية كبيرةـ لحماية الوطن والوقوف على الحدود لخدمة بلده، بعد أن خدم 10 سنوات في المخابرات الحربية، وانتقل لقيادة الكتيبة 101: «تم اختياره، لأنه عاش في سينا 21 سنة، وكان لقبه هناك وحش الجبال، وحافظ كل الأماكن، والكل هناك كان بيحبه، وله مواقف إنسانية معاهم، وعرفت بعد استشهاده، أنه كان متكفل بأيتام هناك، وكملت المسيرة من بعده».