رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

35 سنة حب.. "محمد" يغير حياته لخدمة زوجته المريضة: بطبخ وبغسل المواعين

كتب: آية المليجى -

02:47 م | الجمعة 04 ديسمبر 2020

الزوجان محمد وابتسام

كان شابًا في مقتبل عمره حين تعلق قلبه بابنة الجيران، جذبته بهدوئها وأخلاقها الحسنة التي شهدت بها والدته، حين فاتحها في الأمر، لتقابل طلبه بالموافقة، وتتم الزيجة وسط فرحة شهدها حي شبرا الخيمة، حيث يقطنان، كان الزوجان "محمد" و"ابتسام" خير السند لبعضهما، خاصة حين أصيبت رفيقة دربه بالجلطة، وقتها سخر الزوج نفسه في خدمتها وتبدلت حياته رأسًا على عقب.      

في العام 1985، الذي شهد زواج محمد أمين، حياة بسيطة بدأها مع زوجته "ابتسام"، أنعم الله عليهما بإنجاب أبنائهما الثلاثة، ذاق خلالها حلاوة الدنيا حين شهدا زواج أبنائهما وشقاوة أحفادهم التي دبت لهما الفرحة من جديد: "عشنا مع بعض 35 سنة.. عمرها ما باتت برا البيت زعلانة مني.. دايمًا الحب والاحترام متبادل".

وقبل 4 أعوام، كان الزوجان في أوج سعادتهما، حين رزقت ابنتهما بالإنجاب، بعد زواج استمر 5 أعوام، وفي الوقت الذي انشغلت فيه الأسرة بتحضير سبوع حفيدهما، تبدلت الأحوال، حين داهمت آثار الجلطة جسد الزوجة واستقر مكانها في المخ: "من غير أي مقدمات.. فجأة جتلها جلطة ودا آثر على كلامها وحركة ايديها ورجلها اليمين"، بحسب حديث الزوج لـ"هن".  

عم الحزن على الأبناء الثلاثة، وفضل كلًا منهما الجلوس برفقة والدته، للاطمئنان عليها ومساعدتها، لكن الأب كان هيأ نفسه لخدمة زوجته ورد الجميل إليها، فقدم استقالته من وظيفته، واتخذ قراره بخدمة زوجته: "حبيت اتفرغ لها بشكل كامل.. وسبت شغلي وكل حاجة عشانها.. وقولت لولادي كل واحد له حياته.. ومراتي دي مسؤوليتي أنا".

ومن وقتها تحمل "محمد" أعباء المنزل كاملًا، فمع كل صباح باكر، يستيقظ الرجل الستيني ينجز مهام المنزل من التنظيف وإعداده، مثلما اعتادت الزوجة، ثم الذهاب إلى السوق ويحضر معه الخضروات والفاكهة، لإعداد الطعام وتحضيره: "أنا بقف وبغسل المواعين وبطبخ وبروق الشقة.. وكل حاجة عشان أساعدها".

أحب الزوج ممارسة هوايته من جديد في إعداد الطعام، فيجلس بجوار زوجته ويسألها عما ترغب في تناوله، ويعكف على إعداد طعامها المفضل بمذاقه الخاص: "بقيت أعملها المحشي.. وكل الأكل اللي بتحبه حتى الحلويات.. مش عاوز حد يخدمها غيري"، وهو أيضًا الزوج الذي يراعي نظافة زوجته، فدائمًا ما يحرص على تمشيط شعرها: "بساعدها في أي حاجة عاوزها.. عاوز أكون ايديها ورجلها".

لم يتوقف سند "محمد" عند مهام المنزل، فهو الزوج الذي تعلم إعطاء الحقن، كما اعتاد مرافقتها في جلسات العلاج الطبيعي، وهو الأمر الذي جعله يترك منزلهما في القاهرة وينتقلان سويًا للعيش في الإسكندرية: "كنا في القاهرة ساكنين في الدور الرابع والموضوع كان صعب لما كنا بنوديها المركز التأهيلي.. فروحنا قعدتنا في شقتنا في إسكندرية عشان العمارة فيها أسانسير وهناك أسهل في التعامل".   

تغيير السكن والتقاعد من العمل وتحمل أعباء المنزل كلها مهام أحب "محمد" ممارستها دون ملل، كنوع من رد الجميل لرفيقة دربه التي تحملت أيضًا ظروفه المرضية، فهي الزوجة لم تتخل عن حبيبها حين أصيب بوعكة صحية ومكث عدة أيام في المستشفى: "لما كان عندي جلطة في القلب.. مسبتنيش ثانية.. كانت تحت رجلي.. وأنا حبيت أنفذ وصية الرسول "استوصوا بالنساء خيرا".