رحلة شاقة مليئة بالآلام والأوجاع عاشتها داليا أكمل، "في أواخر العشرينات"، إذ كان حملها صعبًا، حيث بدأ بفقدانها أحد أبنائها في الشهر الثالث وصاحبه طلق مبكر في الشهر السادس من الحمل فور إصابتها بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، لتجد نفسها أمام محنة تختبر صبرها وقوة تحملها.

"كنت أنا وزوجي في فرح ورجعنا سُخنين، هو كان تعبان أكثر مني، وبدأت الأعراض من غثيان وإسهال شديد وضيق في التنفس وصل حد الاختناق، فضلًا عن فقدان حاستي الشم والتذوق، بالإضافة إلى تعب الحمل وصعوبته"، بهذه الكلمات تحدثت داليا لـ"الوطن" عن معاناتها مع طفلتها.

حاولت الأم تحمل الآلام الناتجة عن أعراض الحمل وكورونا، واستعادة صحتها حتى تحافظ على سلامة طفلتها حتى مطلع الشهر الثامن من الحمل، "جالي الطلق في الشهر السادس مع كورونا وكنت بولد بس ربنا أراد أنهم يقولوا إني ممكن أكمل بس برعاية خاصة، "ليلى اتولدت ومكنتش بتزيد في الوزن، ولما عملت سونار طلع أبعاد جسمها مش متساوية وعندها تشوه في القلب جزء متضخم وجزء طبيعي".

"تسمم في الدم،عيب خلقي في الرئة، عدم اكتمال الأمعاء، تضخم في القلب فضلًا عن الاصابة بمرض جيني بسبب قلة المياة حول الجنين"، كانت هذة أبرز الأمراض والمضاعفات التي عانت منها الطفلة "ليلى"، منذ أن خرجت من عالمها المظلم للحياة، "جالي تسمم في الدم وبالتالي انتقل إليها، الرئة واحدة اتفتحت وواحدة مخرومة، وظلت على أجهزة التنفس الصناعي لمدة 12 يومًا، وبالتالي أثر في ضغط الجسم، وعدم اكتمال الأمعاء أثر على الطعام".

لم تكن هذه الأمراض التي عانت منها الرضيعة وحسب، بل تطور الأمر لمعاناتها من مرض نادر يدعى"Arthogryposis"، وهو اعوجاج المفاصل، "ليلى أمعائها غير مكتملة وكانت بتاخد غذاء وريدي مش لبن، واحتاجنا نقل دم، ولقينا مشكلة تانية في عيونها وهى إن الشبكية غير مكتملة مع تكتلات دموية".

36 يومًا ظلت فيهم "ليلى" بعيدًا عن حضن والدتها فلم تسطتع ملامستها وضمها لصدرها كباقي الأمهات، فكانت هذة المدة التي تواجدت بها داخل الحضانة، "خرجت من غير أنبوبة أكسجين، ومن غير أنبوب التغذية دلوقتي بتاكل بالقطارة والسرنجة وبتتعلم تاكل بالبيبرونة، ووزنها مبيزدش".