رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

العقوبة القانونية لأبوين أجبرا ابنتهما على الانتحار.. واستشاري نفسي: انساقا وراء كلام الناس

كتب: آية أشرف -

08:15 ص | السبت 22 فبراير 2020

أبوين اجبرا ابنتهما على الانتحار

واقعة قتل قاسية، كشفتها تحريات النيابة العامة بالبحيرة، لأبوين استبدلا قلبيهما بحجر، بتخلصهما من ابنتهما التي لم تتخطى الـ20 عامًا من عُمرها، بعدما أجبراها على الانتحار، من خلال تناول حبوب الغلة، ثم إلقاءها من الطابق الثاني في المنزل، لكي تبدو للجيران بإنها واقعة انتحار. 

لم يسمعا لابنتهما، ولم يتحدثا معها بل تركا آذانهما لآلسنة من حولهما، الذين نهشوا بسمعة ابنتهما، وخاضوا بعرضها وسمعتها، ليقرر الأب إجبار ابنته على الانتحار، هروبًا من حديثهم، وذلك بالاشتراك مع زوجته وزوجة أخيه.

"لما عرفنا سبب عدم وجود عرسان ليها، لأنها كانت ماشية مشي بطال، وبتقيم علاقات مع الشباب، وسيرتنا بقت على كل لسان"، بهذه الكلمات اعترف مزارع، بتفاصيل الجريمة.

وأضاف المتهم في محضر الشرطة، أن الأهالي أخبروه أن ابنته "بتمشي في طريق الحرام"، وهو ما جعل شباب القرية يعزفون عن طلبها للزواج، مضيفا "اتفقت مع أمها على إجبارها على الانتحار وتناول حبة غلال وإلقائها من الطابق الثاني في المنزل، مشيرا أنه حاول إخفاء الجريمة ولكن الطب الشرعي كشف الأمر.

وكشفت تحريات المباحث عن مفاجأة، وهي أن المجني عليها كانت حسنة السير والسلوك، وأن أسرتها استمعت لأقوال غير صحيحة من الأهالي، وقررا ارتكاب الجريمة، بعدما تعدى الأب بالضرب على الضحية يوم الواقعة، وحرر محضرا أن ابنته انتحرت بسبب ظروف نفسية، وبمناقشة والدة القتيلة اعترفت بتفاصيل الواقعة، وأنها استعانت بزوجة عم المجني عليها لتنفيذ الجريمة.

التحليل النفسي للأبوين 

علقت الدكتورة هالة حماد، الاستشاري النفسي، على الجريمة، قائلة: "الجريمة دي بتمثل شكل وكمية العنف والقسوة في قلب الاتنين الأب والأم، وجلهم وانسياقهم ورا كلام الناس، إزاي يقدروا يقتلوا بنتهم بالطريقة دي، وكمان لانسياقهم لكلام الناس، والشك فيها".

وتابعت: "سمحوا لنفسهم يسمعوا للناس، وإن الغريب يتكلم، ومسمحوش للبنت بأي فرصة إنها تتكلم وتدافع عن نفسها". 

وعن نصائحها لغيرهم من الآباء في مثل هذه الحالات، أكدت الاستشاري خلال حديثها لـ"هُن": "لازم الآباء يسمعوا، ويقربوا من بناتهم، ويكون في رقابة من البيت أولًا ميسمعوش من برة، ويبقى فيه ثقة، وفي الحالات دي لازم العقب والعاطفة يتحكموا في التصرفات مع الأبناء"، مطالبة بتشديد العقوبة على الأبوين. 

واختتمت "حماد" حديثها مستندة لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ". 

العقوبة القانونية للجناه

من جانبه أوضح المستشار أحمد ياسين، المحامي بالإسئناف العالي ومجلس الدولة، أن ما حدث ينطبق تحت بند "القتل بالتسبب"، أي عدم القيام بالجريمة بأنفسهما، بل أجبروا المجني عليها وتركوا تقتل نفسها بتناول حبوب الغلة بسبب التعذيب والاعتداء عليها". 

وتابع خلال حديثه لـ"هُن"، أن هذا الفعل، قد يصل في النهاية للحُكم علىهما بالسجن المشدد من 3 سنوات، وحتى اشغال الشاقة المؤبدة.

مختتمًا: "إشراك عدة أشخاص في الجريمة، قد يتغير فيها عدد سنوات الحبس، وفقًا لسلطة القاضي التقديرية في مثل هذه القضايا الجنائية". 

اقرأ أيضًا 

"عرفنا ليه مبيجلهاش عرسان".. كيف أجبر أب وأم ابنتهما على الانتحار؟