رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاية امرأة أقرت حق الطلاق والمساواة في الميراث وقطع الفرنسيون رأسها

كتب: هن -

03:49 ص | الأحد 12 يناير 2020

ماري جوزي

استطاعت الكثيرات من السيدات حول العالم، أن يحفرن أسمائهن في كتب التاريخ رغم المعاناة، فكانت الثورة الفرنسية شاهدة على نضال الكثيرات منهن، ولعل أبرزهن الكاتبة والناشطة السياسية ماري جوزي، التي تستعرض "هُن"، قصة نضالها حتى إعدامها.

"جوزي" التي ولدت 1748، بإحدى مناطق مونتوبان الفرنسية، لم تكن تعلم أنها على موعد مع التاريخ، ففي السادسة عشر من عمرها، تزوّجت قبل أن تتحول بعدها بسنتين فقط لأرملة، فاتجهت نحو باريس عقب ارتباطها بأحد الأثرياء الذين ساندوا طموحاتها الثقافية، لتتشكل بذلك شخصيتها الثورية الفريدة من نوعها.

حقوق العبيد واستغلال الأفارقة بالمستعمرات، والدفاع عن حقوق النساء اللاتي يتم تزويجهن قسرًا، كان أبرز ما نشرته "ماري جوزي" كنوع من الانتقاد، ومع اندلاع الثورة الفرنسية، ضاعفت من جهودها، فطالبت بتحقيق المساواة بين جميع البشر على اختلاف جنسهم ولون بشرتهم وحجم ثرواتهم.

بالتزامن مع ظهور إعلان حقوق الإنسان والمواطن، بفرنسا، نشرت المناضلة الفرنسية تعريفا عرف بإعلان حقوق المرأة والمواطنة، لوحت خلاله أنه يحق للمرأة الصعود لمنصة الإعدام، تماما كالملكة ماري أنطوانيت التي أعدمت، كما يحق لها أيضا الصعود للحديث بالمنابر السياسية.

لم تذهب هتافات ونشرات "ماري" سدى، بل أن جهودها التي دافعت عنها بشراسة أسفرت عن جملة من الإصلاحات التي ساوت نوعا ما في الميراث بين الجنسين، وأقرت حق الطلاق لإنهاء العلاقات الزوجية الفاشلة، ومنحت المرأة جملة من الحقوق المدنية، إلا أن كل هذا لم يدم طويلا، وعادت الأمور لسابق عهدها، فتم حظر الجمعيات النسائية ومنعت النساء من حضور جلسات المجلس الوطني، ومنعن من التجمهر في الشارع، وتم إلغاء جميع حقوق المرأة وإعادة سلطة الرجل على العائلة الفرنسية، مبقيا فقط على القوانين المتعلقة بالطلاق، وذلك بالتزامن مع عهد نابليون بونابرت.

نضال "ماري"، لم يدم طويلًا، حيت انتهت نهاية مأساوية كما وصفتها كتب التاريخ، فبسبب مساندتها سابقا للملكية الدستورية ومعارضتها للجمهورية، اعتقلت المناضلة الفرنسية لتمثل أمام المحاكمة في ظروف صعبة، حيث عانت الأخيرة من المرض كما أنها حرمت من حق الحصول على محام.

وفي عام 1793 وتحديدًا في 3 نوفمبر، كتبت نهاية "ماري" بعد أن أصدرت المحكمة حكما بالإعدام، لتكون بذلك ثاني امرأة تعدم أثناء الثورة الفرنسية من بعد الملكة السابقة ماري أنطوانيت، حسب موقع "العربية".

"يا أبناء الوطن اثأروا لمقتلي"، كانت تلك آخر كلمات "ماري" التي لم يرهبها الموت والتي ظلت تكررها خلال صعودها على منصة الإعدام.

الكلمات الدالة