قبل 17 عاما من اليوم، رحلت عن عالمنا من وصفها النقاد بـ "زهرة الصبار"، التي حامت حولها الكثير من التساؤلات والشائعات في وفاتها، وكذلك بعد وفاتها، مثل "هل أسلمت سناء جميل؟، وأين دفنت سناء جميل؟".

رغم أنها، أمتعت جمهورها بأعمالها، إلا أن الكثير من محبي القديرة سناء جميل، لا يعلم الكثير عن معاناتها الشخصية التي ربما كانت تظهر على ملامح وجهها الصارم.

عانت الراحلة سناء جميل، ذات الأصول الصعيدية، الكثير في بداياتها، بعد أن التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدون علم شقيقها الذي كانت تقيم معه في القاهرة، حيث قام بطردها بعد علمه بالأمر، بالإضافة إلى إعلان عائلتها الصعيدية التبرؤ منها.

لم تعلم "سناء" أين تذهب، حتى احتضنها الفنان الراحل زكي طليمات، عميد معهد التمثيل آنذاك، عندها وجد عندها الموهبة، وعلى الفور ألحقها بفرقة "المسرح الحديث" التي كوّنها، وقرر لها راتبا شهريا وهو ٦ جنيهات، وأسكنها في بيت الطالبات، مع أخذ تصريح تأخير استثنائي لها، حتى تتمكن من إتمام بروفات وعروض المسرح حتى نهاية اليوم.

اشتهرت "سناء"، على نطاق واسع بعد تقديمها لشخصية "نفيسة" في فيلم "بداية ونهاية" عام ١٩٦٠، عن رواية نجيب محفوظ الشهيرة، وقد روت في أحد حواراتها الصحفية، أنها فقدت حاسة السمع بإحدى أذنيها نتيجة "القلم" الشهير الذي صفعه اياها عمر الشريف، بعد اندماجه بشدة في دور الشقيق في الفيلم.

تزوجت الفنانة سناء جميل، من الصحفي الكبير لويس جريس، بعد صداقة جمعتهما ٤ أعوام، وكانت المفاجأة في مراسم زواجهما حينما رفض القس إتمام المراسم لعدم وجود معازيم أو شهود، وعليه استأجر العريس سيارتين وأحضر زملاءه في جريدة روزاليوسف ليحضروا الزفاف.

تدهورت صحة الفنانة سناء جميل، نتيجة إصابتها بمرض سرطان الرئة والذي عانت منه لمدة 3 أشهر انتهت بوفاتها عن عمر ناهز 72 عاما، ليرفض زوجها الصحفي لويس جريس، دفنها دون مشاركة أحد من أقاربها التي لم تكن تعرف عنهم شيئا، فقام بنشر إعلان الوفاة في كل الصحف، ولكن لمدة ثلاثة أيام لم يظهر أحد فقرر دفنها في مثل هذا اليوم منذ 17 عاما.

لتنتهي مسيرة ألم وإبداع "زهرة الصبار" نفيسة الفتاة البسيطة الضحية في "بداية ونهاية"، وحفيظة زوجة العمدة القادرة في "الزوجة الثانية"، والهانم الارستقراطية في "سواق الهانم"