رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بين المطامع ونظرات الناس وويلات الغربة.. فتيات تروين تجاربهن مع "الاستقلال"

كتب: غادة شعبان -

11:10 م | الأربعاء 10 أبريل 2019

الفتيات المستقلات

في محاولة للتخلص من القيود التي يفرضها المجتمع على المرأة، تحاول بعض الفتيات الاستقلال عن أسرهن، لتغيير تلك النظرة التي ترين فيها الكبت والتضييق بحكم كونهن "فتيات" ولسن أولاد.

بعض الفتيات حاولت إثبات قدرتهن على تحمل المسؤولية بمفردهن، رافعات شعار "أنا حرة نفسي"، وما بين نظرة المجتمع لهن وبين رغبتهن في النجاح، تمر تلك الفتيات بمواقف بعضها مؤلم والآخر يدفعهن للأمام.

سناء.. طبيبة صعيدية تدفع ثمن الاستقلال 

تجربة الاستقلال عن الأهل وتأسيس حياة جديدة، منحت "سناء.ت"، ذات الـ 27عامًا، والتي تعمل كطبيبة أسنان، خبراتٍ كثيرة ومتعددة.

انفصلت "سناء" عن أسرتها منذ 9 أعوام، وبالرغم من تلك الأعباء التي أُثقلت على عاتقها بحكم كونها تنتمي لمجتمع صعيدي له عاداته وتقاليده، إلا أنها أبت اقتصار حياتها كباقي الفتيات داخل عائلتها على الزواج وتربية الأطفال وحسب بعد بلوغهن سن الزواج.

وبحسب الفتاة العشرينية:" كانت دراستي خارج نطاق الصعيد أولى خطوات تمردي كما قيل، التجربة كانت صعبة بالنسبة ليا خلتني أتأقلم على أي وضع وأنزل بمستواي المادى من سابع سماء إلى سابع أرض".

مرت "سناء" بتجربة قاسية ربما جعلتها تفكر مرارًا وتكرارًا في الرجوع عن قرار الاستقلال، والرجوع لأهلها بعد عامٍ من تخرجها، "بعد ما استلمت وظيفتي بإحدى المستشفيات، تعرفت على زميل لي وجمعت بيننا علاقة عاطفية، وتعاهدنا على الزواج، لأتفاجأ بعد فترة أنه استغل تواجدي بمفردي بعيدًا عن عائلتي لتحقيق مراده، حيث جاء إلى شقتي محاولًا الاعتداء عليّ، إلا أن هناك أحد من سكان العمارة حاول مساعدتي، وبعدها طُلب مني مغادرة العمارة".

هبة.. تحملت أعمال شاقة بمفردها في الغربة

خاضت "هبة.ع"، صاحبة الـ24 عامًا تجربة ربما كانت لها الفضل في بناء شخصيتها، بحسب تعبيرها حيث واجهت الكثير من الصعاب أثناء الغربة.

وتقول هبة: "الانفصال أو الاستقلال عن الأهل سواء للدراسة او العمل يٌلقي على عاتقنا مسؤولية مضاعفة في كل ما يخص شؤون حياتنا سواء في الأكل والشُرب والاهتمام بأدق التفاصيل من أصغرها لأكبرها".

تتعرض هبة للكثير من المضايقات التي تؤلمها نفسيا بسبب نظرات الناس لها، كونها فتاة مغتربة تعيش بمفردها، "لازم تخلي بالك من أفعالك أكتر لما تكوني عايشة مع أهلك، وده لأن اللي حواليكي بيكونوا عارفين إنك عايشة لوحدك وغالبًا بيكونوا مركزين مع اللي عايشة لوحدها دي عاملة إيه بتخرج امتى بترجع امتى وسلوكها إزاي".

"البني أدم سمعة"، وصية تلقتها "هبة" من جدتها ما زالت تردد في ذهنها،  قبل سفرها للدراسة بعيدًا عن محافظتها، لتضعها أمام نُصب أعينها وتكون ملازمة لها طوال الوقت.

وبحسب "هبة": "جدتي كانت بتقولي إحنا مش عايشين لوحدنا في ناس هيفضلوا يراقبوا تحركاتك وكأنهم مستنيينك تغلطي، خليكي البنت اللي لو قعدت وسط مليون راجل تقدر تصون نفسها".

كانت هبة بمثابة الرجل في كل الأمور المختصة بالرجال طيلة فترة دراستها في كلية الإعلام، "انا وصل بيا إن لو في حاجة في البيت باظت بصلحها، أو الأنبوبة فضيت لازم تتغير مش هنستنى مرات البواب تحن علينا وتطلع مع الصنايعي وتقف معانا لحد أما يخلص".

سارة.. بين مرارة نظرات الناس ومطامع المتربصين

"البنات المستقلات في وضع لا يحسدن عليه"، بهذة العبارة وصفت "سارة.س"، صاحبة الـ 28 عامًا، حالها. انفصلت "سارة" عن أسرتها قبل 4 سنوات، لتعمل كمحاسبة بأحد البنوك في القاهرة، وتحملت أعباءها بمفردها بما فيه من معاناة البحث عن عمل والإنفاق على الذات وإيجار السكن عوضًا عن الاستمتاع بحياتها، إلى جانب تعرضها للكثير من المضايقات فور معرفة الآخرين بأنها فتاة "مغتربة".

وبحسب "سارة": "لما قررت الاستقلال وأكون مسؤولة عن نفسي مسلمتش من عيون وكلام الناس لما بيعرفوا إني عايشة لوحدي، وكأننا مطمع وفريسة سهلة ليهم".

تعرضت سارة لموقف ظل عالقًا في ذاكرتها لفترة كبيرة، حينما اعترض أحد الأشخاص طريقها أثناء عودتها من عملها محاولًا التحرش بها، معللًا أنها فتاة أباحت للجميع التعرض إليها لتواجدها بمفردها، ولكنها استطاعت إنقاذ نفسها مستغلة إيجادتها لألعاب القوى.

رانيا: الغربة علمتني تحمل المسؤولية.. وبإمكانك تخلي الناس تحترمك

تتعرض "رانيا.ن"، صاحبة الـ30 عامًا للكثير من المواقف الصعبة بعد استقلالها، كنتيجة طبيعية للبعد عن الأهل والأصدقاء.

وتقول "رانيا" لـ "الوطن": "أنا مستقلة وبشتغل في شركة، والقرار كان صعب جدًا وكل يوم تحديات أكبر بتقابلني، بس أنا في اليوم الواحد بتعلم اللي أي بنت تانيه بتتعلمه في سنيين، وأقدر اشيل مسؤولية بلد، بعكس البنت العادية اللي متمرمتطش"

"الغربه صعبة والحياة بعيد عن الأهل والأصحاب أصعب"، بهذه العبارة واصلت رانيا حديثها عن مأساتها مع الاغتراب، مضيفة: "كل حاجه ليها ثمن وبالنسبة لنظرة الناس انتي بإمكانك كل الناس تحترمك والعكس ملوش علاقه بالاستقلال اللي عايز يعمل حاجه غلط هيعملها، حتى لو وسط أهله ودلوقتي بنات كتير تشرف ومستقله وناجحة".

من المنوفية لـ "هندسة القاهرة".. منى تحطم قيود الأسرة

"لما تتجوزي وتِبقى على ذمة راجل، إبقي إعملي اللي أنتِ عايزاه"، عبارة دفعت "منى.ف"، صاحبة الـ25 عامًا، لترك بلدتها في المنوفية، من أجل التعلم في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، سعيًا وراء تحقيق إنجازات أكثر.

وبعد تخرج "منى" قررت الاستقلال عن أسرتها حرصًا منها على استكمال طريقها الذي رسمته لنفسها منذ أن كانت في الجامعة، لتجد ردًا عنيفًا من أسرتها بشأن عدم تقبلهم الوضع الذي تريده.

وبحسب "منى": "لما خلصت جامعة قولت أكمل حياتي مكان ما درست، لقيت أهلي بيقولولي كفاية إننا وافقنا نعلمك كمان هتقرري تقعدي لوحدك، كدة الناس هتقول علينا إيه".

رفضت منى قرار والديها وقررت الانفصال رغمًا عنهم، وتزوجت في القاهرة.