رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالفيديو| «طلاق وخطف».. «حنان» محفظة قرآن «ناجية من العنف»: «اغتصبوني لكن قاومت بقوة»

كتب: دعاء الجندي -

تصوير: نور علي

09:17 م | الإثنين 10 ديسمبر 2018

بالفيديو| «طلاق وخطف».. «حنان» محفظة قرآن «ناجية من العنف»: «أنا اغتصبت»

نحو 30 يومًا داخل غرفة مظلمة أشبه بالحبس الانفرادي، خطفت داخلها السيدة الأربعينية «حنان حسن»، منذ نحو 6 سنوات ماضية برفقة طفليها «شهد ويوسف»، ليمارس ضدها أقسى درجات العنف النفسي والجسدي والاعتداء الجنسي، دون أن يتسنى لها ضبط الجناة.

رغم مرارة التجارب وقسوة الحياة عليها، كافحت «حنان نصر» 41 عامًا ناجية من العنف المجتمعي، لتروي حكايتها: «معرفش كنت فين.. اتخطفت أنا وولادي من اتنين على متوسيكل وقعدنا يمكن شهر مشوفتش ملامحهم.. كنت مفزوعة على عيالي والدنيا ضلمة اترمينا فيي بيت وسط زراعات، اتحرشوا بي واغتصبوني بس محدش قدر يمس شرفي كنت بقاوم بكل قوتي».

 

لم تكن تلك أولى حوادث العنف التي وقعت ضدها، فتروي السيدة الأربعينية، لـ «الوطن»، بهدف التوعية بحملة «16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة»: «اتجوزت في السعودية وعمري 24 سنة كان متجوز قبلي وطلقها بعد 15 يوم قال خاينة.. كان المفروض أخد بالي من ده لكن للأسف كنت صغيرة وإصرار أهلي على الجواز وعدم استكمال تعليمي جنب الضغط عليّ بمرض والدي وإنه عايز يفرح بي قبل ما يموت دفعني لقبول الجواز وبعدها خلفت بنتي الكبيرة شهد».

«حنان» أحد المعنفات اللاتي أجبرن على الزواج، بلغت النسبة 4.1% من 18-19 سنة، وارتفعت إلى 10.1% من 40-44 عاما، فيما سجلت فئة العمر من 60-64 أكبر نسبة للزواج الجبري بمعدل 22.2%، كما انخفضت بين ما دون 18 عاما إلى 12.3%.، وفقا للجهاز المركزي للإحصاء.

أيام قليلة بعد الزواج بدأت الزوجة في اكتشاف طباع زوجها: «كان يمنعني أزور أهلي ويقضي يومه كله في الشغل ولما أتكلم يقولي مشغول وما يقعدش معايا.. في الأول كنت بسكت على أمل إنه يتغير لكن مع الوقت بدأ الخناق وصوت عالي وضرب بالقلم عشان أسكت».

سنوات من العنف اللفظي والجسدي عاشتها «حنان»، موضحة: «عشت حوالي 4 سنين معاه في السعودية محبوسة بين 4 حيطان أنا وبنتي لدرجة الجيران كانوا بيسمعوا صوت عياطي وصراخي بالليل ويحاولوا يكلموني لما جوزي يروح الشغل وفترة نزلنا إجازة مصر وكنت سعيدة جدا بده باعتبار إني هتفسح وأشوف أهلي في الفيوم.. لكن بعد انتهاء الإجازة وفي نفس يوم سفري فوجئت بجوزي فرغ شنطتي في الدولاب ولما سألته قال مش هتسافروا معايا اتصدمت قولتله ليه وازاي تفاجئني كدا قال هتستقري في المنصورة.. اتقهرت كان فاضلي سنة وأخد الجنسية السعودية.. رد عليّ بإنه بوظ إقامتي وقطع جواز سفري ورماه في البحر عشان مقدرش أرجع تاني.. الصدمة خلتني أدخل المستشفى وهو مسألش فيّ وسافر وسابني مرمية على الأرض».

42.5% من النساء يعرضن للعنف النفسي من قبل أزواجهن، بين الفئة العمرية من 20 عاما وإلى 50 عاما، كما أنها ترتفع في الفئة العمرية من 25-29 سنة إلى 47.5%، ويتعرض نحو 35.1% للعنف البدني، و14.5% تعرضن للعنف الجنسي على يد أزواجهن.

أوقات صعبة مرّت بها «حنان»، في محاولة للتأقلم مع عادات وتقاليد أسرة زوجها، التي تتمتع بطباع ريفية مغايرة لأسلوب حياتها، في محاولة للحفاظ على زوجها وأسرتها: «عندهم الست لازم تشتغل وتصرف وتربي حيوانات وفراخ وتشيل البيت وممنوع يتقفل عليّ باب إلا وقت النوم.. وكأن البيت كله شقة واحدة أي حد داخل خارج وده مكنتش متعودة عليه نوع من العنف النفسي تعرضت له فترة طويلة لحد ما بدأت أتأقلم عليه وعرفوا طبعي لكن في ظل الظروف دي مكانش في أي تقدير غير إنه امتنع عن نزول الإجازات 3 سنوات متواصلة عشان يريح دماغه مني حتى المصاريف كان بيبعت على القد.. كانت والدتي بتبعتلي التموين من الفيوم عشان أكفي بيتي».

موقف صعب دفع «حنان» إلى الطلاق، موضحة: «بعد زيادة المشاكل غضبت عند أهلي فترة لكن رفضت الطلاق ورجعت بيت أهله وأجبرت على إني أخلف طفل تاني على أمل لما أجيبله الواد معاملته تتغير باعتبار إنه مبيحبش البنات وكان حصل خلاف بينا لما خلفت شهد بنتي الكبيرة، وبالفعل لما حملت في يوسف معاملته اتحسنت شوية.. ابني اتولد بثقب في القلب وكان محتاج عملية وعلاج لكن أبوه كان بيرفض يدفع أي مصروفات.. مش حنسى مرّة طلعت بنص الليل استلف من أخوه فلوس عشان أدفع علاج ابني ولما خليت يوسف كلم أبوه في التليفون يقوله إنه عيان قاله روح موت».

 

 

مواجهة مرّت بها الأم للاستقلال بأطفالها، موضحة: «نزل من غير ما يقولي بعد ما امتنع عني سنين، جه فجأة كل الناس كانوا عارفين إنه جاي إلا أنا وولاده فضل مخاصمني فترة في الأول وينده أخواته يغسلوا له هدومه جوا بيتي وبعدها بدأ كلام بعنف وتهزيء وصلت لخناقة ضربني فيها علقة محترمة لكن كنت بطلت أخاف منه فرديت عليه ودخلوا أخواته يحوشوا عني وبعدها روحت عملت محضر في القسم وأخدت ولادي وجزء من عفشي ومشيت».

مرحلة جديدة دخلت فيها الأم الأربعينية بعد الطلاق: «رجعت بيت أمي لكن كان عنف نفسي من نوع مختلف.. أول ما دخلت قالتلي اللي عايز يقعد هنا يشتغل ويصرف على نفسه وعياله أنتي اطلقتي دلوقت وفي رقبتك اتنين شيلي نفسك.. نزلت أشتغل في أي حاجة عشان أجيب فلوس لكن للأسف مين هيشغل واحدة من غير شهادة ولا خبرة.. بقيت ألف على البيوت أحفظ قرآن واشتغلت في حضانة وطبعا تخللت الفترة دي تحرش وعنف من أشكال مختلفة والصدمة كان تحرش من ستات كمان.. وصل الأمر لاختطافي حوالي شهر في مكان معرفهوش كنت مروحة معايا عيالي اتفاجئت بشخصين بيثبتونا وبيسحبونا على متوسيكل لمكان مهجور وتم الاعتداء عليّ بكل الأشكال قدام عيالي لكن قاومت بكل قوة.. اغتصبوني بس محدش لمس شرفي قاومت بكل قوة».

18.3% من بين النساء المتزوجات فقط يحصلن على الدعم من منازل أسرهن لحمايتهم من العنف الزوجي، من بين 42.5% من النساء المعنفات.

أمل جديد ظهر أمام «حنان» وأطفالها بعد التحاقها بمركز سند لدعم المرأة: «عشت ظروف نفسية صعبة جدا بعد الحادثة الأخيرة.. كنت باخد مهدئات عشان أنام ومحسش بالوقت مش عايزة أشوف ولادي ومعنديش أصرف عليهم.. كنت بعيط وأصرخ فيهم طول الوقت بحملهم ذنب حياتي الصعبة.. لحد ما جارة لي كانت بتساعدني عرّفتني على المركز وروحت أقدم وبعد كام يوم ردوا عليّ إني ضمن الـ10% المصريين اللي ممكن يقدموا لهم الدعم وبدأت جلسات العلاج النفسي والأسري والحمدلله كانت طاقة نور اتفتحت لي.. كل حاجة اتغيرت وعلاقتي بأولادي اختلفت بقينا أصحاب.. حياتي اتغيرت بكل الداعمين اللي وقفوا جنبي في المحنة ودي رسالتي لكل معنفة.. حاوطوا نفسكم بالداعمين اوعوا تستسلموا للخوف».

خسائر معنوية ونفسية يتسبب فيها العنف ضد النساء، فضلا عن التكلفة الضخمة التي تفقدها الدولة وتصل إلى نحو 1.49 مليار جنيه سنويا جراء عنف الأزواج بينها 831.2 تقريبا تكلفة مباشرة، و661.5 مليون جنيه تكلفة غير مباشرة حسب أحدث تقارير الجهاز المركزي للإحصاء بشأن العنف ضد المرأة في 2017.