رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالرسم وهاشتاج.. "تغريد" تتحدى عنصرية المجتمع: "مش ذنبي إني تربيت في ملجأ"

كتب: يسرا محمود -

09:43 م | الجمعة 24 أغسطس 2018

تغريد

ضغوط حياتية ومضايقات مزعجة، تحاصر "تغريد أحمد" باستمرار، وسط نظرات مستهينة بقدراتها وطموحها، نتيجة نشأتها داخل ملجأ أيتام بالإسماعيلية منذ ولادتها، لتناهض مُحبطيها بهاشتاج عبر موقع "فيس بوك" حمل اسم "ما يهمنيش"، لتروي من خلاله إنجازاتها في حياتها العملية في محاولة لرفع الوعي المجتمعي.

وحظي الهاشتاج بتفاعل واسع، وتضمن قصة نجاح الفتاة ذات الـ25 عامًا في الالتحاق بمعهد المنشآت البحرية، بعد تفوقها في مرحلة الثانوية الزخرفية، وتتويجها الأولى دراسيًا بين طلبات المدرسة، "مايهمنيش أنا جيت إزاي، أكتر ما يهمني أنا بقيت إيه، وهبقى إيه"، داعية متابعيها لاستخدام "هاشتاج" في سرد تجاربهم الشخصية حول نجاحهم في تجاهل الكلمات السلبية، لتحقيق أهدافهم.

الثقة بالنفس تملكت "تغريد"، بعد رسائل الدعم والمحبة من مستخدمي "فيس بوك"، قائلة لـ"هن"، إنها تأذت من التعامل معاها كـ"مواطنة درجة ثانية"، ما دفعها للتعبير عن ضيقها بطريقة إيجابية من خلال هاشتاج، "مليش ذنب إني معرفش مين أهلي، وعشت طول حياتي في ملجأين، والمفروض الناس تعاملني كويس".

"الوصمة المجتمعية" أدت لفشل مخطط زواجها مرتين، فالحبيب الأول إنساق وراء إلحاح صديقه بعد الارتباط بها رسميًا وإنهاء العلاقة العاطفية، زاعمًا إن أبنائه سيعايرون بوالدتهم الآتية من "دار أيتام"، لتتعافى من الصدمة النفسية، ويستشعر قلبها الحب منذ سنتين، لينتهى الأمر برفض أهله الزواج منها في إبريل الماضي، والبحث عن "عروسة" أخرى لنجلهم، لتقرر مواجهة الأمر بقوة، محتمية بأخواتها بالملجأ اللآتي قدمن الدعم والمساندة والتحفيز على استكمال الحياة، والبحث عن تطوير الذات. 

الرسم وكروشية والمشغولات اليدوية، هوايات تشغل أوقات فراغ الشابة العشرينية، لتحولها لمصدر رزق، بتلوين رسومات على حوائط الحضانات بالإسماعيلية، فضلًا عن المشاركة بلوحات في معارض، من بينها المنعقد بـ"فنون جميلة" العام الماضي، متابعة: "نفسي أدخل الكلية ديه أوي".

تسعى صاحبة مبادرة "ما يهمنيش" لدخول الحرم الجامعي، والانضمام للكلية المشعبة لمواهبها الفنية، ليعيقها عدم حصولها على مؤهل عالي، مخططة لدخول "الحقوق"، مكتسبة معلومات قانونية عن حقها، التي يعينها على الدفاع بقوة عن نفسها وأخواتها الـ19 بالدار، فضلًا عن منحها شهادة جامعية، لتحقيق "حلم عمرها" بالدراسة في "فنون جميلة"، مختتمة حديثها: "نفسي أخد بكالوريوس، وأشارك في معارض في مصر والوطن العربي".