رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الجنس الناعم ينزل المستطيل الأخضر.. «لعب وفن.. وتحدى للتقاليد»

كتب: سحر عزازى -

11:11 ص | الأحد 05 أغسطس 2018

الجنس الناعم ينزل المستطيل الأخضر.. «لعب وفن.. وتحدى للتقاليد»

بدأت كرة القدم النسائية فى مصر عام 1990 بـ15 فتاة فقط ثم انتشرت حتى وصلت إلى 8 فرق والآن 22 فريقاً، لكنها تفتقد الدعاية والدعم: «مفيش رعاة ولا لينا حق نذيع ماتشاتنا فى التليفزيون، دايماً الأولوية للولاد».

«مين قال الكورة رجالى!! البنات بتعرف تكسب».. جملة تكررها باستمرار ماجى مجدى، فتاة المنيا التى تركت قريتها من أجل احتراف كرة القدم فى العاصمة، بعد أن تعلمتها فى الشارع وسط جيرانها الصبيان، تمارسها من عمر الـ5 سنوات حتى صارت ابنة العشرين أفضل لاعب فى نادى المعادى والدورى الممتاز وهدافته عن جدارة، بعد أن ساهمت فى صعود فرقتها للدرجة الأولى قبل عامين: «أبويا اللى حببنى فيها وعلمنى وسابنى أنزل ألعب مع الولاد وأنافسهم فى الشارع»، وعدها والدها بنقلها للقاهرة بعد انتهاء دراستها الثانوية وبالفعل التحقت بكلية التجارة قسم لغة إنجليزية وبدأت مشوارها داخل المستطيل الأخضر، لم تلتفت لتعليقات الناس خاصة فى قريتها التى تتقيد بتقاليد الصعيد وتحرم لعب البنت ألعاب الشباب، شجعتها أسرتها المكونة من 5 فتيات، تذهب مع الشباب لاستئجار الملاعب للعب عليها، تحدت الدنيا بأكملها بمن فيهم أهلها الذين تأثروا نسبياً من حديث الناس عن فتاتهم: «مركزة فى مستقبلى وبس وبحلم بالاحتراف»، تنتظر الوقت الذى تنضم فيه لصفوف نادى تشيلسى أو الأرسنال واللعب فى الدورى الإنجليزى: «الكورة النسائية فى مصر مهملة ومحدش عارفها».

 

«ماجى»: «أنافس الأولاد بالشارع وأنا عندى 5 سنين».. و«فرح»: «أمى تشجعنى وأحلم بالاحتراف» 

رحلة كفاح مشابهة بدأتها فرح سمير صاحبة الـ17 عاماً قبل 3 سنوات بعد توديعها للعبتها الأولى كرة السلة واختارت أن تكون حارس مرمى لنادى وادى دجلة، وبالفعل انضمت للفريق وأصبحت الحارس الأول بعد شهرين فقط، وحصلت على بطولة الدورى وانتقلت لمنتخب الناشئين وحققت نجاحاً ثم إلى المنتخب الأول: «كنت الحارس الرابع بقيت الأول»، شجعتها والدتها وأصبحت ترافقها فى كل سفرية مع الفريق وتدعمها نفسياً بعد كل إصابة وتحفزها رغم تعليقات المقربين: «فى المدرسة زمايلى بيقولوا عليّا ولد، وبيفضلوا يجرحونى بكلامهم بس مش بهتم»، تحكى أنها فى وقت قريب كانت تجلس تشاهد فريق البنات فى النادى غير مصدقة أنها أصبحت بين صفوفه وعضواً أساسياً فيه رغم صغر سنها: «هفضل ألعب كورة لآخر نفس، وبحلم بالاحتراف».

وبدأت بسنت مهاود لعب كرة القدم من عمر 4 سنوات مع الأطفال فى الشارع، وحتى الآن مع وصول عمرها لـ33، تحكى أنها كانت تلعب مع الأطفال فى الشارع إلى أن احترفتها بشكل رسمى، وكانت ضمن أول 15 فتاة تمثل مصر فى المنتخب، وانتقلت بعد ذلك لنادى جولدن المعادى والطيران والآن المعادى واليخت: «تعليقات الناس كانت سخيفة فى الأول بس تجاهلتها عشان كنت بلعب كويس»، تعمل حالياً بجانب لعبها «مدرس معلم» فى برنامج مهارات الدورى الإنجليزى التابع للمعهد الثقافى البريطانى: «بننزل كمان للمناطق العشوائية نجمع جيل جديد ندربه 3 شهور عشان نوزعه على الأندية»، تواجه مشكلة كبيرة فى إقناع الأهالى خاصة فى المناطق الفقيرة بأهمية ممارسة البنت للرياضة وبشكل خاص كرة القدم: «بقى عندنا دورى الأكاديميات ومدارس حكومى ومنتخب للمعاقين والأصحاء معاً».