تنتظر قدوم الليل معلنا عن هدوئه لتجلس داخل غرفتها وتستمع إلى موسيقى عمر خيرت وصوت عذب لفنانين تغنوا على ألحانه، لتنعزل نوران مجدي عمن حولها مكتفية بأدوات عدة ارتبطت بها منذ 7 أعوام، ترسم بها فكرة نمت بداخلها وبدقة شديدة تحولها إلى لوحة جدارية من الزجاج المعشق.  

فن الزجاج المعشق لم يكن الطريق، الذي اختارته الفنانة التشكيلية لنفسها منذ الصغر، فحبها لتصميم الأزياء جعلها تلتحق بكلية الفنون الجميلة، لكنها سرعان ما انجذبت إلى مشاريع تخرج قسم التصوير الجداري واسخدامهم للزجاج الملون "حبيت شكله وصممت على دراسته"، بحسب حديثها لـ"هن".  

 من وحي ما تراه الفنانة العشرينية من عناصر محيطة بها تتميز بألوان فاقعة لتتخيل رسمها بالزجاج الملون "بتخيل الفكرة في خيالي"، لتجوب بين المكتبات المتخصصة في بيع الألواح الزجاجية لشراء كميات كبيرة بدرجات الألوان المتفاوتة. 

دون ارتداء قفاز لحماية يدها من قطع الزجاج الصغير تكون به نوران لوحتها الجدارية "مش بلبس جوانتي عشان أعرف اتحكم في الزجاج الصغير"، مستخدمة مادة الغراء الأبيض والأسمنت في تماسك اللوحة. 

3 راقصات من مستويات اجتماعية مختلفة بتفاصيل كثيرة احتوت عليها هذه اللوحة الجدارية لتنجزها الفنانة التشكيلية في 40 يوم، "وفي لوحة ممكن أخلصها في 3 أيام".

استحوذت المرأة على الكثير من لوحاتها الفنية، فبقطع الزجاج رسمت نوران راقصة باليه دون تحديد ملامحها لتعبر بها عن الحرية "سبت كل واحد يشوفها من وجهة نظره". 

الرقصة الصوفية الممتلئة بالتفاصيل والألوان، آخر ما لفت نظر الفنانة التشكيلية لتعكف على رسمها بالزجاج الملون. 

ورغم الشعبية المحدودة التي يتمتع بها فن الزجاج المعشق، إلا أن نوران أصرت على خوض هذه التجربة الممتعة "بحب أخلق مجال خاص بيا وأبدع فيه"، لترى أيضا أن الجمهور ينجذب إلى الأعمال المميزة والألوان الفاقعة.

"نفسي أصنع علامة تجارية باسمي"، حلم تسعى الفنانة العشرينية للوصول إليه من خلال دراستها المستمرة ولوحاتها الفنية، التي تشارك بها في معارض عدة.