منذ طفولتها أدركت منى الصباحي (24 عاما) شغفها الحقيقي الذي تريده، مثل جميع البنات كانت تعشق منى لعبة "المطبخ" لكن الموضوع لم يتوقف عند ذلك، فأثناء أدائها للثانوية العامة فاجئت عائلتها: "عايزة أطبخ وأدرس طبخ وأبقى شيف محترفة"، رغم القرار المجازف إلا أن عائلتها لم ترفض مباشرة، نصحوها فقط بالحصول على شهادة معتمدة من كلية تختارها ثم تتوجه لدراسة ما تحبه.

"في هذا الوقت لم يكن هناك مدرسة مصرية تقوم بتدريس فنون الطهي" تحكي منى، وتكمل: "دخلت فنون جميلة قسم عمارة، لكن في تاني سنة ليا بالكلية منجحتش، وفي نفس التوقيت فتح مركز تدريب فنون الطهي في 6 أكتوبر وقررت إني هشترك فيه مع دراستي، كنت بدرس هندسة وعمارة وصبح وطبخ بليل".

منى حصلت على شهادة الطهي في 13 شهرا ثم أكملت تعليمها في فنون جميلة، وبعد تخرجها عملت "منى" في مجال العمارة بشكل تطوعي لكنها لم تشعر بانجذاب لهذا العمل، فتركته وعملت كشيف محترفة في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة.

"الطبخ بيحتاج مجهود عضلي أكتر من العمارة" هذا ما أكدته منى بعد دراستها للمجالين: "الناس بتبقى واخدة صورة رومانسية أوي عن المطبخ، وكأن شغلنا كله عبارة عن شوكولاتة وحلويات ولمسات فنية، لكن الحقيقة إن الشغل في المطبخ هو من أكتر المهن اللي فيها ضغط عصبي، بالإضافة إلى أن أصحابها بيصابوا بالعديد من الامراض في سن صغير".

بعدما حصلت منى على الخبرة الكافية في الفندق، قررت مفاجأة من حولها بتخصص جديد "عايزة أتعلم جزارة"، نعم قررت منى أن تتعلم تشريح الحيوانات وأفضل القطعيات: "في 5 تخصصات أساسية عند تعلم الطبخ، الجزارة واحدة منهم"، منى تتدرب حاليا في أحد محال الجزارة وسط العديد من الرجال، في البداية سبب وجودها ارتباكا لهم، لكن مع الوقت ورغبتها في التعلم أصبحوا أكثر تقبلا للفكرة، منى تعلمت الكتير فيما يخص اللحوم "بعكس الشائع، فإن الجزء الأفضل في اللحمة هو الجزء الأكثر حركة في الحيوان مثل الموزة والرقبة والديل، الناس بتحب الفيليه وكباب الحلة علشان بيستووا بسرعة، لكن المناطق اللي فيها حركة النكهة فيها بتبقى أقوى وكمان صحية أكتر".