كتب: أمنية شريف -
08:47 ص | الثلاثاء 21 نوفمبر 2023
أطفال غزة بلا مأوى يلاحقهم الموت، لم يجدوا طريقًا للهروب والفرار، فالذين لم تصبهم رصاصات قصف الاحتلال، لحقتهم الصواريخ والقذائف، جرائم شتى تتوالى كل يوم، عدد كبير منهم لفظوا أنفاسهم الأخيرة بسبب القوات الغاشمة، هكذا أصبحت الحياة في فلسطين، لتظهر طفلة قلبها ينزف دمًا، وأرجلها لم تعد لها وجود إذ بُترت، في فاجعة ألمت كل القلوب.
لم تجد سبيلًا للنجاة، في ألم وأسى ظهرت طفلة لا تعلم ماذا تفعل في أيامها القادمة، بدون قدميها زلزلت مواقع التواصل الاجتماعي، وتداول النشطاء مقطع الفيديو المعروض على تلفزيون فلسطين، أوجعت القلوب ظهرت فيه وهي تتحدث عما تعرضت له من قوات الاحتلال في غزة.
وبكلمات تحمل الأسى، قالت ليان 14 عامًا: «فقدت رجلي مش حاسة بيهم»، وأمام الأسئلة التي وجهها لها المراسل توقف لسانها عند جملة واحدة: «رجلي مش موجودة كان نفسي أكمل مستقبلي»، كان ذلك إثر حرب الإبادة الاسرائيلية في غزة بفلسطين، ليتفاعل الجميع باكين لقوات الاحتلال التي فقدت ضمائرها.
وتحكي قصتها قائلة: «أول صاروخ قطع رجلي، أخواتي كانوا كلهم نايمين الاتنين، وأنا كنت نايمة جمبهم طاروا في الهوا، تاني صاروخ طيرني أنا عند الجيران الشظايا صارت توقع عليا»، لتظل مناشدة الإسعاف محاولة أن تجد أملًا، لكن لم يعد للأمل وجود مع الاحتلال الغاشم.
اقرأ أيضًا: فيروس غامض يثير الرعب في غزة.. طبيب يكشف التفاصيل «فيديو»
«صرت أناشد الإسعاف وأنا بناشد فيهم مش لاقية حاجة تنجدني، في الآخر فقدت الأمل وأغمى عليا، من كتر ما صرخت، صحيت على صوت أمي وهي بتقول دي بنتي جابوني على الغرفة برفع رجلي لقيتهم مقطوعين، حابة أوصل لربنا وبناشده بس يرجعن رجلي، أرجع أكمل مستقبلي أرجع مدرستي أرجع أكمل تعليمي».
وأوضحت إيناس علي، استشاري الصحة النفسية، لـ«هُن»، أن الطفلة التي عاصرت الحرب تركيبتها النفسية قاسية وتحمل من الآلام كثيرًا، وفي إطار فقد قدميها كان الحال أصعب، لذلك لا بد من الحفاظ على نفسيتها بإعانتها من حالة الفزع التي تعتريها: «القصف والدمار فتك بيها في خوف، عشان كده لازم نخلي بالنا من نفسية الأطفال».