04:03 ص | الخميس 26 أكتوبر 2023
بملامح طفولية بريئة، تجلس بجوار والدها في أمان وتردد بعضا من آيات القرآن الكريم، والابتسامة لا تفارق وجنتيها، وبعد مرور دقائق، فارق الهدوء الطفلة، إذ سمعت فجاة صوت إحدى غارات الاحتلال الإسرائيلي حول منزلها، تقصف إحدى البيوت المتواجدة بمنطقتها، لتتبدل مشاعر الصغيرة من السعادة إلى الرعب الممزوج بدموع الخوف.
الطفلة الفلسطينية البريئة كانت تتلو سورة النصر مرددة إياها مع والدها، عندما ثم سمعت صوت قصف الاحتلال الصهيوني لمنزل مجاور، لتصاب بالصدمة والرعب، ويظهر الفيديو وجهها وهي تبكي بسبب خوفها الشديد من أصوات الطائرات فوق منزلها، بينما حاول والدها تشتيتها وإلهائها عن الأجواء حولها، وطلب منها استكمال تلاوة الآيات، لتبدأ الطفلة مرة آخرى بصوت مرتجف تجمع الكلمات وتقرأ مع والدها.
تلك المشاهد أصبحت تتكرر في كل منزل من منازل مدينة غزة، التي يستمر القصف عليها من قبل الاحتلال الصهيوني يوميا وبشكل متواصل، يخسر خلالها أهل غزة آلاف العائلات والأسر التي بينها الأطفال والنساء وكبار السن، وتقصف المنازل والمستشفيات، إذ لم يعد يجد أبناء القطاع أماكن آمنة يهرعون إليها بعيدا عن غارات الاحتلال.
وخلال الأيام السابقة، كشف الأطباء في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، عن أنهم تمكنوا من إنقاذ حياة جنين استشهدت والدته، أثناء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لعائلة العبادلة في خان يونس، فضلا عن الصواريخ والغارات المتواصلة على المنازل والمستشفيات، والتي تسببت في استشهاد آلاف من الأطفال والمدنين الأبرياء، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية خلال تقرير صادر عنها، أن هناك المئات من الأطفال الرضع المعرضون لخطر الموت المفاجئ، نتيجة نقص المستلزمات الطبية اللازمة وعدم توفر الكهرباء التي تساعد على بقائهم في الحضانات لفترة طويلة، فضلا عن أن ما يقرب من نحو 50000 سيدة حامل، معرضة للخطر بسبب عدم وجود الرعاية الصحية الكافية، خاصة بعد القصف العنيف الذي طال الأماكن الصحية واستهدف عددا كبيرا من الأطباء والمسعفين.
