«تقدم لي شخص لخطبتي ورغم اتسامه بالصفات الطيبة وقدرته المادية على خلق مستوى معيشي جيد، لكن ملامح وجهه لم تثر إعجابي بل دفعتني للنفور منه.. ما جعلني أرفض طلب الخطبة الأمر الذي واجهته أسرتي بالاستغراب بينما ذهب البعض في آرائه أن ما فعلته بطر بالنعمة» سؤال وجهته إحدى الفتيات على «جروب» بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». 

وتباينت الردود على سؤال الفتاة بين من رأى أنه من حق الفتاة رفض الخطوبة إذ كان هيئة الشاب لم تعجبها، وبين من رأى أن الاعتراض بسبب الوجه هو أمر خاطئ، خاصة من الناحية الدينية، لكن الشيخ إبراهيم عبدالراضي، أحد علماء الأزهر، أكد خلال حديثه لـ«هن»، أن هذا الاعتقاد خاطئ، وهو من قبيل العادات المجتمعية الخاطئة والأحاديث المنتشرة عبر «السوشيال ميديا»، وليس لها أصول دينية.  

للشاب والفتاة حق النظرة الشرعية 

أوضح «عبدالراضي»، الشاب والفتاة لهما حق النظرة الشرعية على حد السواء، لمراعاة الهيئة الجمالية للشخص والمحبة القلبية والألفة بينهما، وكل هذا يتحدد من خلال النظرة الشرعية وهو أمر ليس «اعتباطي»، بل إنها حرية شخصية وحق مكفول للطرفين. 

واستشهد «عبدالراضي» بحديث سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم): «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها»، وهذا ما يعني أن الجمال وملامح الوجه من الأمور التي يأخذ بها الشاب عند الخطبة، وكذلك الفتاة أيضًا فهو حق لها، استنادًا لقول رسول الله حين قال (صلى الله عليه وسلم): «لا تنكح الأيُّم حتى تُستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا: يا رسول الله، فكيف إذنها قال: أن تسكت»، وهذا ما يعني أنه من حق الفتاة إذا لم تجد قبولا وراحة نفسية مع الشخص الذي تقدم لخطبتها فلها الحق في الرفض، ويجب أن يَحترم ولي الفتاة رأيها.