رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«منى» من سكان رابعة تروي ذكريات 30 يونيو: الإخوان احتلوا منطقتنا وحاولوا يدخلوا بيوتنا

كتب: منة الصياد -

07:20 م | السبت 03 يونيو 2023

اعتصام رابعة العدوية

45 يوما من الفزع وعدم الشعور بالراحة والأمان عاشت خلالها وكأنها داخل «كابوس» على أرض الواقع، تسمع وترى في كل لحظة وجود المئات من الأشخاص أسفل منزلها، يحاولون تدمير الحي الراقي يومًا بعد يوم، حتى جاءت ثورة 30 يونيو بمثابة المنقذ لها وأسرتها من بطش الإخوان بمنطقتها السكنية في ميدان رابعة العدوية، لتتذكر السيدة منى فتحي، البالغة من العمر 60 عامًا، في هذا اليوم، وبعد مرور 10 سنوات، تفاصيل المأساة التي كانت تعيشها رفقة ابنتها بعدما «احتلت» تلك الجماعات الحي الذي تقطن به.

مأساة طويلة مع الإخوان 

عاشت السيدة الستينية مأساة وجود الإخوان في ميدان رابعة العدوية من يومها الأول وحتى يوم الفض الذي انتظرته طويلًا، حيث تتوسط البناية التي تقطن بها الميدان، لتكشف في حديثها عن شكل المأساة التي عاشتها خلال تلك الفترة العصيبة، «حضرت من أول يوم لحد يوم الفض، كنا محبوسين، أنتي متحاوطة من كل الاتجاهات، كنا بنبص من البلكونة خايفين ومنعزلين عن العالم، لا حد عارف يجيلك ولا عارفة تروحي لحد، وبنتي مكانتش عارفة تروح الجامعة مكانش في نوم، ومشغلين الساوند سيستم 24 ساعة في الميدان».. حسب السيدة منى فتحي، خلال تصريحاتها لـ«هن».

ضوضاء مزعجة وأصوات عالية كانت مستمرة على مدار الـ24 ساعة يوميًا، وتحول تام للميدان الراقي إلى منطقة ملوثة ذات روائح كريهة في كل مكان، سببت للسيدة «منى» وجيرانها من سكان ميدان رابعة العدوية، شعورًا صعبًا بالإزعاج، حتى اضطر بعض الجيران إلى ترك مساكنهم للتخلص من تلك الأزمة، لكنها أصرت على البقاء رفقة ابنتها، وعدم ترك مسكنها من أجل تلك الجماعات، «ناس كتير مشيت، بس إحنا رفضنا نسيب مكاننا، ومرتاحتش غير لما شوفت المنصة بتتكسر يوم الفض».

المأساة تزداد يومًا بعد يوم، ومشاهد غير مألوفة بدأت السيدة الستينية في رؤيتها من نافذة شقتها، بخلاف الروائح الكريهة التي تصدر من الميدان، ومحاولات جماعات الإخوان في الدخول إلى الشقق السكنية، من أجل دورات المياه، وساء الحال حتى قاموا بإغلاق الشوارع المحيطة بـ ميدان رابعة العدوية من كل الجهات، وهنا شعر سكان المنطقة بأنهم انعزلوا عن العالم، وباتوا يعيشون داخل «سجن»، حسب وصف منى فتحي، إذ أنها لم تتمكن من الخروج من مسكنها ولا ابنتها، «كان ابني بيجيلنا كل فترة عشان راجل وبيعرف يعدي، وبنتي عشان تعرف تروح حفلة تخرجها نزلت بعباية سوداء عشان تعرف تعدي».

ثورة يونيو والأمل المنقذ 

الإعلان عن ثورة 30 يونيو كان بمثابة بريق الأمل الذي جاء أخيرًا، حتى تتخلص السيدة منى فتحي وجيرانها من سكان الميدان من هذا الكابوس، إذ أنها تصف المشهد بأنه كان يوما حزينا على الإخوان، «لما تم الإعلان عن ثورة 30 يونيو، كنا إحنا فرحانين فوق، وهما بيصرخوا تحت، كان رعب بالنسبة ليهم عمري ما هنساه أصواتهم اللي كنت بسمعها وهما بيصرخوا من الفزع تحت».