رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

معجزة تعيد «ميريم» للحياة بعد غيبوبة شهرين: «افتكروني ميتة»

كتب: آية المليجى -

06:31 م | الخميس 25 مايو 2023

العائدين من الغيبوبة

قبل قرابة 4 أعوام كانت «ميريم» على موعد مع حادث غيّر حياتها رأسًا على عقب، أخرجها من الحياة وأعادها بعد رحلة مليئة بالعمليات المعقدة وجلسات التأهيل، تحدت الفتاة العشرينية الموت وأحاديث الأطباء التي كادت تجزم باستحالة عودتها للحياة كما كانت، خاصة بعدما عاشت في غيبوبة طيلة شهرين استيقظت منها كأنها ولدت من جديد. 

الحكاية المؤلمة كانت بدايتها لحظات من الاحتفال قضتها «ميريم» مع عائلتها داخل أحد المولات التجارية، بعدما تخرجت في الثانوية العامة، الوقت الرائع الذي أمضته الفتاة العشرينية قاطعته حين ذهبت برفقة أصدقائها لتناول «السوشي»، ليقع الحادث في منتصف الطريق في مشهد أشبه بمشاهد الأكشن في الأفلام السينمائية.

تحدثت رشا جورج، والدة «ميريم» لـ«هن» عن تفاصيل الحادث المرير الذي وقع على ابنتها، إذ اصطدمت السيارة التي تقلها برفقة أصدقائها بلوحة إعلانية على الطريق أدت لانقلاب السيارة، تلقت الأم المكالمة الصادمة من أحد المارة الذين شاهدوا الحادث أخبرها بأن ابنتها في حالة إغماء خوفًا عليها من الصدمة. 

ذهول وصدمة الأم برؤية جسد ابنتها بعد الحادث

على الفور أسرعت الأسرة للحضور لموقع الحادث، لتصطدم الأم بجسد ابنتها الساكن وسط الدماء، حاولت الأم تكذيب ما رأته لكن أصوات سيارات الإسعاف المتعالية إيقظتها من الكابوس المزعج «مش مصدقة أن دي بنتي» ظلت الأم على هذا الحال المؤسف حتى استقرت سيارة الإسعاف بأحد المستشفيات، التي دبت بداخلها حالة الاستنفار بين الأطباء الذين تعاملوا مع «ميريم» كأنها في حالة احتضار: «قالولي دي بتتوفى.. مخها كان طالع برا الجمجمة والفقرة الأولى في العنق كانت اتكسرت.. ودي الفقرة المسئولة عن النفس»، بحسب حديث الأم. 

مجموعة من العمليات المعقدة كان قرار الطبيب السريع رغم النسبة الضئيلة لنجاحها، جاءت البداية من الرأس، فهي أولى العمليات الصعبة التي خضعت إليها الفتاة الساكنة في حالتها، تصف والدتها قائلة: «كانوا حاطين رقبتها في قفص زجاجي عشان مينفعش تتحرك خلال العملية».

عمليات معقدة لمحاولة «لملمة» جسد «ميريم»

وطيلة 3 أيام متتالية خضعت «ميريم» للعمليات في محاولة لـ«لململة» جسد الفتاة في وضعه الصحيح، مرت الأيام وكأنها سنوات عجاف على الأم المسكينة التي تبات ترتل آيات من الإنجيل لتهدئة روعها، بينما رأت ابنتها تصارع الموت وحدها، فهي صديقتها المقربة تشاركها تفاصيل يومها.

انتهت العمليات واستقر جسد «ميريم» في غيبوبة تامة داخل إحدى غرف الرعابة المركزة، بينما دارت أحاديث الأطباء حول الأم باستحالة عودتها للحياة: «أكتر جملة مؤلمة كنت بسمعها بنتك مش هترجع اللي إنتي عارفاها»، تمسكت الأم بالكتاب المقدس واستبشرت بالقديسة مارينا الناسكة ووضعت قطعة من القماش تحمل اسمها بجانب جسد ابنتها. 

وعلى مدار أكثر من أسبوعين لم تستجب «ميريم» لأي مؤثرات خارجية، بينما حاول الأطباء استكمال رحلة العلاج المتعسر، بأحاديث لم تتغير، إذ كان اعتقادهم بأنها حالة ميئوس من شفائها، لتظل الأم متمسكة بالصلاة والدعاء طيلة مكوثها في الغيبوبة، وخلال هذه الفترة علت صوت الترانيم داخل غرفة الرعاية، وأيضًا الأغاني المفضلة التي تحبها الفتاة.

ميريم تفوق من الغيبوبة بعد شهرين.. اتولدت من جديد

وبعد قرابة شهرين من السبات العميق جاءت أولى إشارات «ميريم» للحياة، إذ بدأت الفتاة بالبكاء وشيء فشيء اعتلى الصوت منذرة بعودتها من العالم الآخر، وبالفعل استيقظت الفتاة من الغيبوبة، لتجد نفسها في وضع لم تقو عليه، إذ أنها من لم تتمكن الحركة متحسسة الإصابات المحفورة في جسدها: «حياتي كلها اتشقلبت.. كأني اتولدت من جديد.. كل حاجة كنت لسة بتعلمها من جديد، وأهلي افتكروني ميتة» كلمات قليلة اكتفت بها «ميريم» للتعبير عما ألم بها.

وبعد 3 أشهر ونصف غادرت «ميريم» المستشفى، متبعة العلاج التأهيلي، بعدما تأثر مركز الاتزان في المخ بالحادث، واضطرت استخدام الكرسي المتحرك: «كإني لسة مولودة.. بتتعلم كل حاجة من جديد»، إذ تعلمت الفتاة العشرينية المشي من جديد واستكملت جلسات العلاج التأهيلي في تجربة وصفتها الأم بـ«المعجزة».