أثبتت هبة عبدالرحمن كفاءتها وقدرتها على الإبداع والتميز والبحث عن الرزق بالحلال، بالعمل في مهنة شاقة ربما لا تتناسب مع الأيدي الناعمة. وقد وضعت أنوثتها جانبًا وارتدت ثوب النقاشة والبويات، وواجهت الجدران الأسمنتية وحولتها للوحة فنية بواسطة «الفرشاة» لتغيّر معالمها، وبفضل إصرارها وجهودها، تفوقت السيدة الأربعينية على النظرة الذكورية وحققت نجاحًا، حتى تفوقت على العديد من الرجال.

تغير في حياة الأسطى هبة

الأسطى هبة، كما تحب أن يناديها أصحاب مهنة النقاشة التي قررت العمل بها، هي أم لـ3 فتيات، إحداهن تخرجت في كلية الإعلام بالجامعة الامريكية، وأصغرهن في المرحلة الإعدادية، ذاع صيتها في شتى مناطق مصر وأصبح يُردد اسمها بين أصحاب المهنة، كما إن لها عملاء مخصصين يثقون بها وفي إجادتها للعمل، روت كواليس تغيير حياتها بعد 3 أعوام من حديثها لـ«الوطن» وعن التطورات التي لحقت بها، قائلةً: «في شركة للدهانات والديكورات والجبس بورد وبديل الرخام والخشب، اسمها كيان الإنماء للديكورات، قدموني للناس واتكلموا عن شغلي في المقاولات والتشطيبات، وعملوا دعاية ليا من خلال صفحة مخصصة لعرض شغلي، صاحبها مهندس ديكورات، اتعاملوا معايا كتير وجالي شغل من عملاء تانيين عن طريقهم».

توسع في المهنة وجبر من الله

إنجازات الأسطى هبة عبدالرحمن، تدل على شجاعتها واصرارها في مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف، وتجسد قدرة المرأة المصرية على النجاح وتحقيق الذات، وهو ما يجعلها مثالاً يحتذى به للعديد من النساء اللواتي يعانين من ظروف صعبة ويبحثن عن فرصة لتغيير حياتهن إلى الأفضل، خاصة بعد تغير حياتها إذ تقول: «كانت بنتي الصغيرة اللي بتشتغل معايا وبتساعدني وحاليًا هي في 3 إعدادي وبتمتحن، وبنتي الكبيرة الحمد لله اتخرجت في كلية الصحافة والإعلام وهتتجوز، وعلى المستوى المهني بدأت أمسك مقاولات وتشطيبات شقق وفلل».

السيدة ترد الجميل لغيرها

تسعى السيدة الأربعينية التي تعمل في مجال النقاشة والتشطيبات لتعليم غيرها من السيدات أصول المهنة لمساعدة أنفسهم على العيش ومواكبة ظروف الحياة، قائلةً: «في ستات حابين يتعلموا ويشتغلوا معايا، ناوية اعمل ورشة تدريبية لتعليم الستات أصول المهنة وازاي يبقوا نقاشين شاطرين وليهم اسم في السوق».