كتب: نرمين عزت -
10:33 م | الجمعة 07 أبريل 2023
طفلة في عمر الزهور تقف وسط جموع غفيرة من الجيران والأقارب والأغراب أيضا، خلال حفل إفطار المطرية للعام الـ9 على التوالي، تحمل بين يديها صورة «بورترية» لجدها المتوفى، ومن بين الآلاف البشر في كل مكان التقطتها عدسة المصور كريم البنا، خلال الإفطار الذي أصبح عادة منذ سنوات عدة، يتجمع فيها الأهل والأصدقاء والجيران ويساعدون بعضهم في تجهيز أشهى الوجبات والعصائر لإفطار الصائمين.
صورة الجد الراحل لم تكن لشخص في الستينات أو السبعينات من عمره فقط، وإنما حملت معها ذكريات لعب وحب ومشاركة في تفاصيل عدة بينها إفطار شهر رمضان الجماعي المعتاد لأهل المطرية، ليكون الجد الراحل حاضرا بصورته وروحه وإن غاب جسده، وهو ما تسبب في حمل الطفلة وأفراد أسرتها صورته ليستعيدون بها وجوده في ذلك الجمع المهيب.
يروي المصور «كريم» لـ«هن»، كواليس صورة الجد التي تحملها الحفيدة وصورة أخرى له مع بناته قائلاً: «الطفلة كانت واقفة وسط الشارع، في حدود 6 سنين تقريبا، أما قرايبها الكبار في الثلاثينات وبيشيلو الصورة كل سنة، كأنها بتحسسهم بوجوده معاهم».
قبل أذان المغرب في النصف من شهر رمضان هذا العام، كانت العائلات تمسك الأطباق والملاعق استعدادا لتناول الطعام كما هي عادة أهل المطرية منذ عدة سنوات، والتي تتلخص في صورة لإحدى الجدران التي كُتب عليها «أهل وعزوة» و«هنا لمة بتلم عيلة»، وبينها الآلاف اللقطات والمشاهد التي تشبه الأفلام القديمة لكنها تعكس واقع البيئة الطيبة، لذلك لم تكن صورة الطفلة التي تحمل صورة جدها هي فقط المميزة، لكن عبارات الجدران في إفطار المطرية تعكس الدفء، وتعاون الجار المسيحي مع المسلم يوضح الوحدة والحب الممتد من آلاف السنوات.