كتب: أمنية شريف -
10:39 ص | الأحد 15 يناير 2023
تخرجت مي حسن من كلية الهندسة جامعة حلوان عام 2003، وعملت كمعلمة للرياضيات وحصلت على الماجستير وأصبحت باحثة في الجامعة، لكنها خلال محطات الحياة ومرضها بالاكتئاب كونها شخصية انطوائية مع اهتمامها بالطهي، قررت خوض تجربة مختلفة عن كاريرها المهني في الهندسة وربطت بين كل ذلك، وتتبعت شغفها في الطبخ وفعلت مشروع «حلة وصل»، لمساعدة نفسها والأشخاص الانطوائيين على التواصل من خلال الطهي.
قالت «مي» في حديثها لـ«الوطن»، «منذ ثلاثة سنوات كنت أعاني من اكتئاب حاد، وكنت في لقاء وسط مجموعة من الناس، ولم أستطع التواصل معهم فأدركت أني لا أملك مهارة التواصل المتعارف عليها بين الأشخاص، ولكني تواصلت معهم من خلال عمل كعكة، فقررت الطبخ لأن الطبخ هو لغة التواصل، واخترت الأشخاص الانطوائيين لأنهم يمثلوني»، وقرأت كثيرًا وبعد البحث تبين أنها ليست وحدها بل هناك الكثير من الأشخاص الانطوائيين حول العالم وليس لديهم القدرة على التواصل البشري، وأن الطبخ يساعد الأشخاص على التجمع فقررت الربط بينهم.
وتواصلت مع أخصائيين نفسيين، ولاقت أن الطهي يساعد الأشخاص الانطوائيين على التفاعل مع الآخرين، وبسبب حُبها للمجال وشغفها بكل ما يتعلق بهذا العالم، قررت بدء مشروعها والذي أطلقت عليه «حلة وصل»، فاستغلت الطبخ كلغة تواصل للأشخاص الانطوائية في محاولة لمساعدتهم للتعبير عن مشاعرهم في الحياة، وتقيم المشروع في أماكن مفتوحة يأتي فيها الأشخاص من مختلف الأعمار لاستكشاف طرق متنوعة للتواصل بديلة عن الطرق التقليدية وهي الطهي، وتعلن عن التجمع وجدول اليوم والموضوعات التي تناقش قبلها، وبالفعل ساعد المشروع الأشخاص والعائلات على التواصل ومشاركة الإبداع معًا، والمشاركة في طبخ أكلات معينة وأصبح المشروع بما يُسمى الطبخ العلاجي.
تقول مي: «الطبخ العلاجي حلة وصل يساعد الأفراد على استيعاب فكرة التواصل، بالإضافة إلى خوض التجارب وتكملتها للنهاية حتى لو كانت النتيجة النهائية ليست المأمولة، وذلك من خلال إنه عند إعداد طبخة يجب الانتهاء منها في نفس الوقت، والنقطة الأساسية هو التجمع والتواصل عند إعداد الأكلة»، فالطهي وسيلة لعمل الحواس جميعها في وقت واحد، وبذلك يزداد الوعي الحسي من خلال المكونات التي يتم لمسها باليد، واستنشاق الروائح المرتبطة بالطهي، وتذوق المواد الغذائية ورؤية الأطعمة.
وأكدت أن الطهي لغة تواصل سهلة ومفيدة، وبالفعل أصبح يتردد على حلقات الوصل الكثير من الصم والبُكم واللاجئين وأعجبهم الأمر، فأصبحت بذلك شريحة كبيرة تستفاد، وتتمنى «مي» أن يفهم كل شخص مشاعره ويتمكن من التعبير عن نفسه وشخصيته من خلال ورش الطبخ التي يقدمها مشروعها، وأن يكون لها دور في المجتمع كنوع من التواصل لأكبر عدد ممكن، وتطمح لعمل مطبخ كبير ومساحات للطبخ على مستوى العالم، وأن تقدم للناس جميع الأطعمة من خلال مساحة آمنة للمساعدة في التعبير عن مشاعرهم ليتواصلوا بشكل أكبر ويفهموا بعضهم ويقدروا الاختلاف.