لم ترى العالم بعينيها لكنها أبصرته بقلبها، وبين الحين والآخر تُحلق عاليا بنجاحٍ يبهر من حولها بقوتها وقدرتها على السعي، وعلى الرغم أن الحياة لم تعطها فرصة التمتع بالنظر إلى كل ما حققته من نجاح ولذة رؤية الكون بجماله، استطاعت الفتاة الثلاثينية فاطمة البربير، أن تخلق عالمها الخاص بالبطولات والنجاحات آخرهم تفوقها في بطولة الاتحاد الدولي للمكفوفين لكنها من قبل كانت تتمتع بمشوار تربوي ناجح هو الآخر مازالت تحتفظ به وتمارسه مع الصغار لتعليمهم.

نجاح رياضي وتفوق علمي حققته «فاطمة»

لم تعش طفولتها الطبيعية مثل الآخرين، فولادتها من المكفوفين أثرت عليها لكن فاطمة البربير، 38 عاماً كان لديها العزيمة التي تخلصت فيها من كل العواقب التي واجهتها وجعلت دعم أسرتها دافعاً لها حتى تكون حياةً مليئة بالنجاح والبطولات والتفوق في كل المراحل الدراسية، قالت «فاطمة» لـ «هن»:« ولدت بقرية السيالة بدمياط القديمة كفيفة البصر منذ الولادة، وكنت ضمن أول دفعة في مدرسة النور للمكفوفين بدمياط ، وكنت بفضل الله الاولى على مدرستي في مختلف المراحل».

فاطمة: بعد ما اتخرجت من الجامعة اشتغلت في مدرستي

لم يكن تفوقها الدراسي في البداية إلا بعد الكثير من التعب والاجتهاد حاولت أن تثبت قوتها فيهم، فبعد تخرجها في كلية الأداب قسم اللغة العربية والحصول على الدبلومة عملت في مدرستها التي تخرجت منها وكانت الأولى في جميع مراحلها، وأصبحت معلمة للمكفوفين في دمياط بعد أن كانت بينهم، لتحظى بحبهم واحترامهم، قالت «فاطمة»:«بعظ التخرج استكملت الدراسات العليا بكلية التربية حتى حصلت على الدبلوم الخاص في التربية الخاصة ، وبعدها التحقت بمعهد القراءات وحصلت منه على شهادة إتمام مرحلة التجويد».

فاطمة: بداية المشوار الرياضي جت صدفة

بينما كانت في إحدى البعثات التخصصية في مجال التربية والتعليم لذوي الإعاقة البصرية، تم اختيارها كأحد عناصر منتخب مصر لرفع الأثقال للمكفوفين، لتشارك ولأول مرة في تاريخها في بطولة العالم عام 2018، وتحقق الشابة الثلاثينية المركز الثالث عالميًا في بطولة رفع الأثقال، والتي لم تكن تعرف عنها شيئاً من قبل، إلا أنها أثبتت تفوقها هنا أيضاً في التدريب الذي ما زال مستمراً إلى الآن.

وقالت «فاطمة»: «أنا عمري ما كنت أتخيل العب رياضة حتى سنة 2018 وقت ما أعلن الاتحاد المصري أنهم يختارون عناصر تشارك في منتخب مصر لرفع الأثقال للمكفوفين بنات وأولاد ، حبست الفكرة وروحت أتمرن في جيم في الأول أهلي خافوا عليا بس بعد ما شاقوا نجاحي فيها دعموني وفرحوا بيا، وأنا كمان حبست الحديد جدا ولسان بتمرن بجانب أني يشتغل مدرسة في المدرسة اللي تخرجت منها».

وأضافت:« بعد فوزي بالبطولة وحصلت على ميداليتين برونزيتين واتكررت بطولة العالم في العام التالي 2019 ومعها بطولة افريقيا، وشاركت فيها وحصلت على المركز الثالث عالميا والأول في إفريقيا، وحصلت على ميدالية برونزية وميداليتين ذهبيتين، واخر بطولة كانت هذا العام، وحققت المركز الثاني عالميا وأحرزت ميداليتين فضيتين »