كتب: آية أشرف -
06:41 م | الخميس 04 أغسطس 2022
لا يزال إجبار الفتيات على الزواج موجودا داخل في بعض قرى الأرياف والصعيد، فعلى الرغم من جُرم الأمر نفسيًا ومعنويًا على الفتيات اللاتي يقعن ضحايا تسلط ذويهن، إلا أنه مستمر ربما لمكانة العريس ومستواه المادي، أو لقلة فرص الزواج، أو حتى تقدم الفتيات في العمر، تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة، وهي الإجبار والحرمان من حرية الحياة، التي قد تصل عواقبها إلى انتحار الفتيات، بعد فشلهن في الإفلات من الزيجة.
وخلال الساعات الماضية، لفظت «رانيا.م.ع»، البالغة من العمر 22 عامًا، أنفاسها الأخيرة داخل مستشفى قنا العام، وذلك بعد تناولها صبغة شعر أدت إلى مكوثها بالعناية المركزة 4 أيام، قبل أن ترحل عن عالمنا، إذ ذكرت تحقيقات النيابة إن انتحارها كان بسبب إجبارها على الزواج من شخص رفضته، إلا أن اسرتها لم تٌبالِ بالرفض وحددت موعد الزفاف منتصف الشهر الجاري 15 أغسطس، لتتناول رانيا على الفور صبغة الشعر وتتخلص من حياتها تمامًا.
وتناول الصبغة بهدف الانتحار، ربما بات أمر شائعًا بين البعض، إذ استخدمها الكثيرون للتخلص من حياتهم، وعلى رأسهم ممرضة قنا التي حاولت الانتحار بها الأسبوع الماضي، الأمر الذي يثير التساؤلات حول مدى إمكانية تلك المادة في التسبب بالموت.
السؤال أجاب عنه الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية، ورئيس المركز القومي للبحوث الأسبق، لـ«هُن»، مؤكدًا أن صبغة الشعر مادة كاوية تسبب الوفاة حال تناولها، إذا لم يتم العلاج منها، إذ تحتوي على مواد كيميائية؛ على رأسها مادة الأمونيا، المسؤولة عن تغيير لون الشعر الطبيعي، والتي تسبب آثار سلبية على الجلد مثل الالتهابات والحساسية الشديدة، وتورم العين.
وأكد استشاري الأمراض الجلدية أن تناول صبغة الشعر بشكل مباشر مميت، لأنه يعادل تناول المادة الكاوية الحارقة التي تُسبب تسمما شديدا بالجسم، ومن ثم حدوث النزيف الداخلي الشديد الذي ينتهي بالموت فيما بعد.
وأكد هاني الناظر أن آثارها تظهر بين نصف ساعة إلى ساعة، ويمكن أيضًا إسعافها بشكل سريع من خلال مراكز السموم.