بين ليلة وضحاها، وجدت نفسها داخل دوامة المرض، آلام وهجمات متكررة، تزداد يوما بعد الآخر، ترددت على الأطباء في مختلف مستشفيات القاهرة، تشكو من عينها، ومعاناة في الابصار، يصاحبها ضباب على العين، الجميع يقر بسلامة العين، الألم لا يتوقف، الأنين حالها، حتى طلب منها بعد نهاية المطاف إجراء اشعة مقطعية لتكن المفاجأة الكبرى هي ضمور في عصب الأبصار في المخ، لتبدأ الشابة الثلاثينية الشيماء ممدوح، رحلة طويلة مع المرض المجهول، لمدة شهر، وعلاج بالحقن الكورتيزوني، لوقف التهاب العصب.

لم تكن تدري الشيماء، متزوجة وأم لـ3 أطفال، أنها دخلت في عالم مجهول، عجز الطب عن تشخيصه واكتشافه، حتى أصابتها هجمة أخرى، جعلتها تفقد الإحساس بالجزء السفلي من الجسد، ما جعل الأطباء يجرون العديد من التحاليل مقارنة بالأعراض لعلهم يعثرون على التشخيص السليم، وبعد رحلة كبيرة شُخصت بمرض التصلب المتعدد أو ما يعرف باسم MS، الذي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، والدماغ والنخاع الشوكي والأعصاب البصرية.

محاربة التصلب المتعدد، «الشيماء»، التي تخرجت في كلية التربية الإنجليزية، تحدثت لـ«الوطن» عن رحلتها مع المرض المناعي النادر، الذي تتعايش معه منذ 10 أعوام، بدءا من عام 2012، إذ تقول: «الأعراض تختلف من شخص لاخر، يتم علاج العرض وليس المرض، فلم يتم التواصل لعلاج فعال له حتى اليوم، كونه يهاجم الجهاز العصبي المركزي، لذا فيتم التعامل معه باستخدام الأدوية، في محاولة لوقف جهاز المناعة».

لحظة اكتشاف المرض

«قالولي مرضك ملوش علاج.. ممكن تكوني قعيدة في المستقبل»، كلمات حادة قصمت ظهر «الشيماء» وأسرتها، سرعان ما تملك اليأس والاكتئاب منها، تفكر في حالها وحال طفلها صاحب الـ5 أعوام آنذاك، كيف ستتولى رعايته وهل ستنجح في مهامها كأم في ظل المرض المجهول، ومتى ستنتصر عليه وتعود لحياتها الطبيعية كما كانت:«في أطباء تطمن المريض وفي بيجودوا و يخوفوا، وفي البداية مكانوش فاهمين حالتي، وسمعت كلام محبط، ويدمر».

رحلة العلاج

رحلة العلاج على نفقة الدولة، بعد تشخيص حالة«الشيماء» بإنها في المراحل الأولى من المرض، والتي لا تزال قائمة حتى تلك اللحظة، من خلال دواء جيلينيا، وهو مثبط للمناعة، يعمل عن طريق الحفاظ على الخلايا المناعية محصورة في العقد الليمفاوية الخاصة بالجسم، وعدم انتشارها حتى لا تصل إلى الجهاز العصبي المركزي، إذ تضيف:«العلبة الواحدة بحوالي 16 ألف جنيه، عبارة عن 28 كبسولة».

الكنز في الرحلة

وجدت الأم الثلاثينية، الدعم والرفيق في المحنة، إذ وجدت الكنز في الرحلة، مع زوج و أسرة جعلتها تتعامل معه كما كان مجرد صداع بالرأس:«كنت محظوظة، زوجي كان متفهم وداعم ليا، وفاهم الحالة اللي بمر بيها، و بيعمل المستحيل علشان يخرجني من حالة الاكتئاب والتوتر اللي بمر بيه في السنة الأولى، قررت أغلب المرض وأحب الحياة، اهتميت بنفسي وغيرت شكلي، وخدت كورسات مختلفة، و حاليا بدي كورسات لغة إنجليزية للشباب، المرض مش وصمة عار».