يدخل أحد الكافيهات، يجلس على الطاولة وما أإن يحضر النادل إليه تجده يطلب كوب قهوة «إسبريسو» هكذا هو حال الرسام الألباني «دافيد كريماذي» في الثلاثينات من عمره، ثم يبدأ في فتح حقيبته ويخرج منها كراسات الرسم ويبدأ في رسم بورتريهات لوجوه الزبائن المتواجدة في المكان، مجانا لكل الأجيال والفئات الاجتماعية بغرض التسلية والتخفيف عنهم وكنوع من العلاج النفسي لهم.

يتنقل الشاب الألباني من مقهى لآخر، وبحوذته ريشته المليئة بالقهوة التي يشربها ثم يستخدمها في رسم بورتريهات لوجوه الزبائن الذي يقابلهم كل يوم، إذ يعرض عليهم الرسم مجانا دون مقابل مادي، لتخفيف لحظات الآلم والقلق الذي يبدو على وجوههم ويملأ قلوبهم كلُ حسب حالته، وفق موقع«الإندبندنت» البريطاني.

وعن البورتريهات التي رسمها الشاب الألباني، داخل مقهى«مون شيري» في مدينة دراس الواقعة على ساحل البحر الأدرياتيكي، وكواليس الفن الذي يقوم به، قال إنه يستخدم فن الرسم بالقهوة كعلاج للأشخاص إذ تساعدهم في التغلب على الأوضاع الصعبة من مشكلات وجائحة كورونا التي أثرت بالسلب على الحالة الاقتصادية وإغلاق المدارس والزلازل التي أصبحت تحدث في الكثير من الدول، وراح ضحيتها الكثير من الأشخاص.

شابة تطلب منه رسم بورترية لها بالقهوة

كان من بين تلك البورتريهات لشابة في المرحلة الثانوية، التي راقبته وهو يقوم بعمله وتتابعه عبر حساباته، وتشعر بالفرح وهي تراه يغمس فرشاته في فنجان قهوة«الإسبريسو»، ويبدأ في ملء الصفحة البيضاء بخطوطه، مع بعض من قطرات الماء، لتقترب منه وتطلب منه رسمها وانتظرت أن تجف القهوة حتى تلقي نظرة عليها عقب انتهائها، إذ قالت:«كانت تجربة مفيدة بالنسبة لي، أجد في هذه اللوحة كل مشاعري وهواجسي وأفكاري».

الطب النفسي يعلق

ومن جانبها وضحت الطبيبة النفسية «غريتا غوغا»، التي تعمل في مستشفى«دراس»، إن هذا الفن يشكل وسيلة صحية للتواصل يوصي بها الأطباء مَن يعانون اضطرابات القلق والاكتئاب.