كتب: منة الصياد -
06:23 ص | الإثنين 25 أكتوبر 2021
التعامل بين الرجل والمرأة داخل بيئة العمل أمر محير للعديد من الأشخاص، إذ يرغب الكثيرون في معرفة مشروعية المعاملة بين الجنسين بصورة سليمة، وهو ما طرحه أحد المتابعين في شكل تساؤل، على الداعية الإسلامية نيفين مختار، خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لجريدة «الوطن».
ومن جانبها ردت «مختار»، موضحة أنه لا مانع من التعامل بين السيدة وزميلها في العمل باحترام وأدب كاملين، ولا يجب ألا يثير أحد من الطرفين الشبهات نحوهما، وخلق مجال للشك من قبل الآخرين حول علاقة الزمالة الجيدة، «أتعامل باحترام عادي جدًا، بس مينفعش مثلا وأنا بتكلم معاه في المكتب نقفل الباب علينا، أو مثلا نوطي صوتنا، أو نقلل الكلام في حالة وجود طرف آخر، لأن كل تلك الأمور بتخلق مجالات للشك لا داعي لها».
ومن ناحية أخرى، تلقت دار الإفتاء في وقت سابق، سؤالًا من أحد متابعيها جاء مضمونه: «هل الحب بين الرجل والمرأة حرام في كل الأحوال؟».
وردت الإفتاء عبر البوابة الإلكترونية لها، موضحة أن الحب هو أمر نبيل جاء به الإسلام ودعا إليه، فقال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ﴾ [البقرة: 165]، وقال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54].
وتابعت الإفتاء، أنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلا ظِلِّي»، وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» رواهما مسلم.
واستطردت الدار في جوابها أن الحب ليس حرامًا في أي حال من الأحوال، إلا أنه لا يجوز الخلط بين هذا المعنى السامي الرفيع وبين ما يجري بين الجنسين من العلاقة المحرمة والانقياد لداعي الشهوة واللهاث وراء لذة الجسد في الحرام بدعوى الحب؛ فإن في ذلك ظلمًا لهذا المعنى الشريف الذي قامت عليه السماوات والأرض: ﴿فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت: 11].