«يارب يارب ماليش غيرك يارب أنا حامل هم القومة».. كلمات باتت تخرج كالصرخات من قلب عادل النجيري، 44 عامًا، من قرية سنباط مركز زفتى بمحافظة الغربية، بعد أن ظل الرجل الأربعيني، أكثر من 10 سنوات، جليس الفراش لا يستطيع التحرك بسبب وزنه الذي يصل لـ 400 كيلو جرام. 

ربما معاناة الرجل الأربعيني مع داء الفيل، باتت ككرة الثلج تتفاقم يوميًا، حتى تخلت عنه زوجته، وتركته بعد عامين من الزواج، فلم يكن القدر رحيمًا به لتنتقل والدته لجوار ربها حتى أصبح وحيدًا سجينًا، لا يستطيع حتى قضاء حاجته سوى بمساعدة زوجة أخيه الأكبر. 

يقضي «عادل» التي تسوء حالته يوما بعد يوم، ساعات الليل والنهار في ألم شديد، تصل في بعض الأوقات لارتجاف جسمه لأوقات متفاوتة، فحالته وأمراضه المختلفة أوصلته لمرحلة توقفه نهائيًا عن الحركة لزيادة الوزن، إلى جانب ظهور الالتهابات الدموية على ساقيه كما ساء الأمر بتضخم منطقة البطن. 

يقول «عادل»: «اتجوزت في 2005 وسابتني وطلبت الطلاق في 2007، بسبب سوء حالتي الصحية، كل يوم حالتي بتبقى سيئة بقيت على الفراش مبتحركش، مع أني كنت أحسن من كده وكنت شغال سواق». 

وتابع «عادل» لـ «هُن»: «كانت أمي بتخدمني بس سابتني وماتت من 6 سنين، بعدها بقيت حتى مقدرش اتقلب على السرير، لولا مرات أخويا ربنا يجازيها خير». 

ربما كانت زوجة شقيقه، التي أصبحت بمثابة الأم والشقيقة، هي يد طمأنة له يوميًا: «بتساعدني في الحركة والأكل والشرب، وتغير الهدوم، حتى الحمام بتوصلني ليه».

عامان قضاهما «عادل» دون جدوى من التردد على المستشفيات، بالتزامن مع الوقت الذي يتقاضى فيه معاشا يبلغ 400 جنيه، ما يصعب عليه متابعة العلاج، مستغيثًا لعلاجه: «عاوز أعيش نفسي أخس وابقى طبيعي، أنا كدة هموت في مكاني».