"من خلال ميثاقنا الجديد بشأن الهجرة واللجوء، نريد أن نمنح الأشخاص الذين لديهم الحق في البقاء، الوسائل لبناء مستقبل أفضل في أوروبا، لديهم مستقبل يبنونه ولدينا دور حيوي نلعبه.. أفكر في اللاجئة السورية سعاد الشلح، التي قدمت إلى أوروبا، وهي تحلم أن تصبح دكتورة في الطب.. في غضون 3 سنوات تمكنت من الحصول على منحة"، كانت هذة محتوى الكلمة التي ألقتها أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أمام البرلمان الأوروبي، عن اللاجئة السورية سعاد الشلح، وسرد قصة كفاحها ومعاناتها حتى وصلت إلى أيرلندا حتى تلتحق بكلية الطب. 

سعاد عصام الشلح، لاجئة سورية، انتقلت إلى أيرلندا، في أغسطس 2016، بعمر الـ14 عامًا، للالتحاق بالمدرسة الثانوية، من ثم حصلت على معدل عالٍ، أهلها للحصول على منحة من الكلية الملكية الأيرلندية للجراحين في دبلن، عاصمة الجمهورية الأيرلندية.

التفوق والنجاح الذي عُرفت به سعاد، جعل اسمها يتردد على ألسنة الكثيرين، ما جعل رئيسة المفوضية الأوروبية تتحدث عنها خلال الكلمة التي ألقتها أمام البرلمان الأوروبي، وروى والد سعاد الشلح، الذي يعمل مهندسًا مدنيًا، كواليس اللقاء والإشارة إليها، خلال حديثه لـ"الوطن"، "جاءت ابنتي إلى أيرلندا، برفقة والدتها، التي تعمل مهندسة ميكانيكية، حتى لحقت بهم بعد عام، فلم نستطع تركها بمفردها، لتعلقنا الشديد بها، كونها الابنة الوحيدة لدينا، فهي الآن في السنة الثانية من المرحلة الجامعية".

أظهرت اللاجئة السورية، حضورًا واندماجًا عاليًا داخل الوسط الجامعي، وتستمر في تحقيق النجاحات التي وضعتها أمام نصب أعينها، منذ أن خطت خطواتها الأولى في أيرلندا، "كل يوم يمر عليها في الكلية، يثبت لها أنها أحسنت الاختيار، وأنها في المسار الصحيح وتستمتع بكل يوم دراسي وبكل مادة تدرسها".

والد سعاد الشلح يروي كيف استقبلت ابنته خطاب رئيسة المفوضية الأوروبية

وعن كواليس خطاب رئيسة المفوضية الأوروبية، قال والد سعاد، "كانت تتناول الإفطار برفقتنا في الصباح، عندها تلقت رسالة بريد إلكتروني غير عادية، كانت من الكلية الملكية للجراحين، تحتوي على رابط لمقطع فيديو لرئيسة المفوضية الأوروبية، وهي تلقي خطابها الأول عن حالة الاتحاد وتتحدث عنها خلاله".

عصام الشلح: ابنتي شعرت بالفخر والسعادة بعد الإشارة إليها

لم تستطع الشابة السورية تصديق ما تراه على هاتفها، "منذ أن سمعت الخطاب، شعرت بالفخر والسعادة والامتنان، لكونها قادرة على تمثيل الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا وسوريا، وقد نسق الإعلاميون في المفوضية للقاء يجمع بينهم وبينها، عقب التنسيق مع إدارة الجامعة والرجوع إليهم، لعقد حوار معها والذي جرى داخل الجامعة.

والد الشابة السورية: ابنتي تتمنى أن يمنح اللاجئون الفرص لإظهار قدراتهم

وعن أحلامها وطموحاتها، قال والد الشابة السورية، "طالما سعت سعاد لدراسة الطب، لمساعدة الآخرين وعلاجهم، داخل سوريا وخارجها، خاصة عقب نزوح الملايين منها، أشعر بسعادة وفخر كبير بابنتي وما حققته ولكل مجتهد نصيب، فهي تتسم بروح التحدي، لمتابعة التحصيل العلمي لخدمة الإنسانية متابعة دراستها بذات الشغف والحب لمزيد من الإنجازات، فهى تتمنى أن تمنح الفرصة لغيرها من اللاجئين غيرها، الذين لم يتم احتضانهم أو منحهم الفرصة اللازمة لإظهار قدراتهم، ومساعدتهم في الوصول لهذا".