الأنظار مستقرة نحو العروسين، لا تبرح لاتجاهات أخرى، متابعين بشغف مراسم "الإكليل" بالكنيسة، إلا عيني رجل عجوز متجمل بأزياء كلاسيكية، ظل مستمتعا بتفاعل حبيبته ذات الشعر الأبيض مع الاحتفالية، يراقب بتركيز شديد حركاتها وضحكاتها حتى سكونها، لا شيء يلفت انتباهه غيرها، كأن الحفل خلا من الجميع سواها، وأثناء انغماسها برؤية العُرس، ظفر بتصويرها بهاتفه الممسك به بيديه المرتعشتين، ليوثق مصور شاب تصرف "المُحب العجوز" بعدسته، عقب دقائق من متابعته لهما، وتتحول "اللقطة الرومانسية" إلى حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

"إنها واحدة من أجمل اللحظات التي شاهدتها أثناء تصويري حفلات الزفاف، مُسن مغرم بحب زوجته، يلتقط لها صورة تذكارية دون أن تُلاحظ".. توصيف دقيق علق به المصور لإسباني "أدموندو كامبرون" على لقطته الفوتوجراية، راويًا في أول حديث إعلامي لـ"الوطن"، بأن الصورة التقطت 3 نوفمبر 2018، بعد أن لاحظ تصوير الرجل لزوجته أكثر من مرة باهتمام كبير داخل إحدى الكنائس المكسيكية، رغم عدم انتباها لفعله طيلة الزفاف، أو التفاتها لضوء "فلاش" الساطع، دون انتظار أن تبادله الاهتمام نفسه، وكلما تتبعها بنظراته تتبدل ملامحه تزداد جمالًا، حتى أصبح أكثر رومانسية من العروسين.

الانبهار بأفعال "الزوج العاشق" دفع "أدموندو" للحديث معه عقب انتهاء الحفل، ليتفاجئ أنه تجاوز الـ80 عامًا، وحضر العُرس بصحبة أبنائه وأحفائه، واصفًا اهتمام بزوجته بـ"التصرفات العادية"، فمشاعره تحركه لفعل ذلك تلقائيا، تعامل معاها "هدية القدر" الوحيدة المتفردة، ليتأكد المصور الإسباني أنه التقط أفضل صورة مجسدة لـ"الحب الأفلاطوني" على مدار 9 سنوات من عمله في مجال تصوير الأفراح.

سعادة ممتزجة بفخر تملكت المصور العشريني، بعد انتشار صورته من جديد عبر صفحات عربية وإنجليزية وإسبانية على "فيسبوك"، و"تويتر"، و"إنستجرام"، مختتمًا حديثه: "لم أتوقع كل ما حدث، ولم أحلم يومًا أن يتداول أجانب صوري، معربين عن إعجابهم بها.. هذا حمسي لتطوير ذاتي والإبداع".