رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«ياسمين».. الأخت الرابعة تأخذ دورها فى «خدمة البيوت»: أصحاب البيت بيتحرشوا بيّا

كتب: مها طايع -

07:34 م | السبت 25 أغسطس 2018

«ياسمين» مع والديها وشقيقها الأصغر

قوام متناسق، جسد ممشوق، أنوثة مبكرة.. هكذا تبدو طفلة الـ13 عاماً، فتاة فى ريعان الشباب، من يراها للوهلة الأولى يعطيها سناً أكبر من عمرها الحقيقى، وهو ما يجعلها مطمعاً من الرجال الذين تعمل فى منازلهم، يعتقدون أنها فريسة سهلة فيحاولون استمالتها، كثيراً ما تعرضت ياسمين محمد للتحرش أثناء عملها فى «خدمة البيوت»، تتذكر أن صاحب أحد البيوت التى كانت تعمل فيها حاول إغراءها بالأموال، وآخر حاول الاعتداء عليها أثناء خلو البيت من أفراد أسرته وفى كل مرة كانت تحكم غلق باب المطبخ عليها ولا تخرج إلا بعد عودة سيدة المنزل.

تخفى الطفلة الصغيرة فى نفسها أكثر مما تظهره لأسرتها حتى لا تقلق عليها والدتها، فرغم سنوات عمرها الصغيرة فهى تدرك المسئولية الملقاة على عاتقها: «ما فكرت مرة أرجع وأسيب الشغل، لهفة أمى وأبويا على القرش اللى بكسبه تخلينى أستحمل أى ذل أو إهانة، أهم حاجة أحافظ على شرفى زى ما قال أبويا، احنا فقرا محليتناش غير الشرف».

شقة صغيرة جدرانها من الطوب الأحمر، حصر بالية تتمزق تحت الأقدام، سرير مبنى من الطوب والأسمنت، منزل «ياسمين» ببلبيس شرقية، وعلى الرغم من بساطته فهى تشعر فيه بالأمان وتنام دون أن يطرف لها جفن، على عكس حياة القاهرة التى أصابتها بقلق سواء فى يقظتها أو نومها: «صاحب البيت بيحاول يتحرش بيّا، وييجى قدام مراته وعياله ويعاملنى وحش ويشتمنى كأنه مش طايقنى، ببقى نفسى أفضحه قدام مراته بس بسكت عشان لقمة عيشى»، وعندما يفيض بها الكيل وتحكى لوالديها يقولان لها: «استحملى يا ياسمين عشان خاطر أبوكى وإخواتك».

 

تعمل «ياسمين» منذ كان عمرها 6 سنوات: «شفت كل ألوان العذاب، أنام على الأرض فى المطبخ، أطبخ ومدوقش إلا الفايض منهم، الأكل بمواعيد ولو جعت ماقدرش آكل إلا فى ميعادى، أنام مغمضة عين وفاتحة عين من خوفى لحد يدخل عليّا فى نص الليل، يعنى عيشتى تصعب على الكافر، ومستحملة بس على أمل إن الحال يتغير، ما أنا مش هفضل طول عمرى فى خدمة البيوت»، تعلم صباح رمضان، والدة «ياسمين» حجم المعاناة التى تعيشها ابنتها حتى لو لم تحك كل شىء: «عارفة إن شغل البيوت مش بالساهل، وعارفة إن بعض الناس اللى اشتغلت عندهم ياسمين بيضربوها وبيحاولوا يعتدوا عليها لكن نومتها فى المطبخ أحسن من نومتها عندنا، احنا عيشتنا وحشة قوى، ومرتبها بيساعد فى البيت ما نقدرش نستغنى عنه».

لدى «ياسمين» 3 شقيقات أكبر منها، كن يعملن فى خدمة البيوت أيضاً لكنهن توقفن بعد زواجهن منذ فترة قصيرة، وتأمل «صباح» أن تتزوج ابنتها «ياسمين» لتتوقف عن العمل وتتفرغ لبيتها: «هى بتشتغل عشان تصرف علينا وفى نفس الوقت تجهز نفسها وأبوها تعبان ومبيشتغلش، وكلنا معتمدين على الفلوس اللى بتجيبها ياسمين كل شهر».