وثيقة قديمة شبه مهترئة، نشرها الناقد السينمائي حسام علوان على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يعود تاريخها إلى السبت الموافق 19 نوفمبر 1921، وهي وثيقة صادرة عن وزارة الداخلية "إدارة عموم الأمن العام" آنذاك، بشأن "إعلان بوصول إخطار عن محل عمل"، لكن كلمتي "محل عمل" شطبتا، وحل محلهما، "منزل للعاهرات"، في تصريح مباشر عما كان يدور في مصر تلك الحقبة. 

تضمنت الوثيقة عدة خانات عن المتقدمة بالطلب لوزارة الداخلية لفتح بيت للعاهرات، بها معلومات شخصية عن المهنة التي أسمتها الوثيقة "مومس"، وتفاصيل المحل ومكانه، وجاءت أول خانة، "المدعوة الحرمة حليمة علي عبود.. المولودة في أبنوب الحمام.. صناعتها مومس"، وأوضحت الوثيقة أنها قدمت إخطارا للحكومة لفتح بيت مومسات في قنا.

يذكر أن إنشاء "منزل للعاهرات" في مصر قديما أمر معروف، وتناولته بعض الأعمال الفنية، حيث أشار "حرب كرموز" لتلك الظاهرة، وهو فيلم تدور أحداثه أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر، وفكرته تدور حول حرب للسيطرة على "قسم كرموز" بين الشرطة المصرية والجيش الإنجليزي، بعد أن احتجز القسم ضباط إنجليز اغتصبوا مصرية، وعلى هامش الأحداث، كان مأمور القسم الجنرال يوسف المصري والذي أدى دوره الفنان أمير كرارة، يرفض منح رخصة لفتاة ليل، كي تتمكن من ممارسة عملها، في إشارة لرفض بعض أفراد المجتمع تقنين تلك الظاهرة حينها.

وتستكمل الوثيقة بيانات محل العاهرات، فجاء في وصف الطلب بأنها "ترغب في فتح وإدارة منزل للعاهرات"، ثم جاءت مواصفات المنزل، "أنه من دورين ويشتمل على ثلاث غرف، ويحد من الشرق بالقيسارية، ومن الغرب الطريق، وقبلي منزل صابرين عبدالله، ومن بحري ملك سليمان حجازي.. الكائن في شارع المومسات".

وتضمنت الوثيقة تأكيدا بأن "بيت العاهرات يجب أن يكون خاليا من المحظورات المنصوص عنها في المادة الثالثة من بيوت العاهرات الصادرة في 16 نوفمبر 1905، وتعهد المذكور بأنه لا يسمح بلعب القمار في هذا المحل من أي نوع كان، ولا يتعاطى الحشيش".