رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

صحفية كندية تروي كواليس اغتصابها لمدة 15 شهرا: "طائر أنقذني من الموت"

كتب: إسراء جودة -

07:15 م | الأربعاء 08 أغسطس 2018

أماندا ليندهوت

كشفت الصحفية الكندية أماندا ليندهوت، تفاصيل اختطافها وتعرضها للتعذيب والاغتصاب لمدة 15 شهرًا في الصومال الذي مزقته الحرب، وكيف كانت على شفا الانتحار قبل أن يوقفها أحد الطيور.

وكانت الصحفية المستقلة في الـ26 من عمرها، عندما سافرت إلى العاصمة مقديشو في العام 2008 بصحبة صديقها، المصور الأسترالي نايجل برينان، البالغ من العمر 36 عامًا.

واختطف الثنائي في يومهم الثالث في البلاد، الموافق 23 أغسطس، وطالب المختطفون فدية قدرها 1.5 مليون دولار لإطلاق سراح كل منهما، وتعرضا للضرب والتجويع واغتصاب ليندهاوت مرارًا وتكرارًا طوال 15 شهرًا.

بعد مرور 9 أعوام من الواقعة، وشهرين على سجن منظم عملية الاختطاف، روت ليندهوت كيف توصلت إلى "قرار هادئ"، باستخدم ماكينة حلاقة صغيرة لقتل نفسها بعد 13 شهرًا من المحنة التي لم تتمكن من احتمالها، خلال حوارها بالقناة السابعة الأسترالية.

 

وقالت الصحفية الكندية: "كنت أقترب بالفعل من اتخاذ هذا القرار. وبينما كانت الشمس الصباحية تتصاعد... كان هناك القليل من الحركة التي التقطتها عيني ... وكان هناك طائر يتنقل في هذا الضوء الصغير. وكنت دائما أؤمن بعلامات الإله، بطريقة ما للتشبث. وكأن هذا الطائر كان مرسلا. وحينها تركتني الرغبة في إنهاء حياتي ولم أعود أبدا، وغمرني هذا الشعور المذهل عبر جسدي، وكنت مصممة على البقاء مهما كان؛ لأحصل على حريتي مرة أخرى وأن أرى عائلتي".

لم تكن ليندهاوت، من بلدة ريد ديير بمقاطعة ألبرتا الكندية، تابعة لأي مؤسسة صحفية وقت اختطافها، ولكنها كانت قد أنجزت بعض المهمات في الصومال لوكالة "فرانس 24"، وعملت من قبل في العراق وأفغانستان، فيما لم يشارك برينان في أي تغطية بمناطق الحروب والنزاعات من قبل.

ووصفت ليندهاوت في حديثها تفاصيل الواقعة بأكملها من لحظة اختطافهم إلى محاولة هروب فاشلة وأخيرًا إطلاق سراحهم بعد دفع فدية، قائلة: "كنا نذهب إلى مخيم للنازحين داخليًا. وكانت تلك هي القصة الكبيرة التي كنا في الصومال من أجلها. ونحن على طريق سريع كبير مفتوح ونحن نرى سيارة على الجانب، وفي غضون دقائق كان هناك حوالي 12 رجلًا مسلحًا يختبئون خلف تلك السيارة المتوقفة. والشيء التالي الذي عرفته هو أنني خُطفت".

وأوضحت الصحفية أنهم كانوا ينتقلون باستمرار إلى منازل مختلفة بعد القبض عليهم، وتحولوا إلى الإسلام لأنهم يعتقدون أن القيام بذلك قد يحسن معاملتهم من محتجزيهم، لكنه لم يفعل.

 

وبعد أربعة أشهر، نقل المسلحون الصحفية في منتصف الليل إلى وسط الصحراء، وتقول أماندا: "أخرجوني من السيارة تحت شجرة، وسحبوا رأسي إلى الخلف، ووجدت سكينًا في حلقي. كان أحدهم يقول لي إنهم سيعطونني 30 ثانية لإقناع والدتي بدفع المال في غضون سبعة أيام أو أنهم سيقطعون رأسي".

وبعد مرور خمسة أشهر، حاول ليندهاوت وبرينان الهرب، وتمكنا من تكسير عدد من قوالب الطوب والقفز من النافذة قبل الفرار إلى مسجد قريب مزدحم، لم يلاحقهما به غير خاطفيها المسلحين، وفقًا لما نقله موقع "ديلي ميل" البريطاني.

وروت ليندهاوت محاولة سيدة منتقبة مساعدتها عند دخول الخاطفين الصوماليين إلى المبنى خلفهم، قائلة: "لقد سحبتني بين ذراعيها ودعتني شقيقتها باللغة الإنجليزية ثم توسلت للخاطفين حتى يطلقوا سراحنا".

وأضافت: "الشيء التالي الذي عرفته، أحدهم كان قد أمسك بي وكان يجرني من قدمي على أرضية المسجد. وكنت أقود إلى الباب حيث كانت الشاحنة متوقفة، وقد أحضروا نايجل إلى الخارج بنفس الطريقة، وعندما انطلقنا، كان هناك رصاصة داخل المسجد، وما زلت لا أعرف ما حدث لتلك المرأة الرائعة"، مشيرة إلى "العقوبة" التي تلقتها نتيجة محاولة الهرب الفاشلة، بأنه جرى الاعتداء عليها في غرفة مظلمة.

وبعد 460 يومًا من الأسر، أطلق سراح ليندهاوت وبرينان بعد دفع عائلاتهما آلاف الدولارات، ودخلت حفنة صغيرة من الرجال إلى الغرفة حيث كان يتم إبقاء ليندهاوت بعيدًا عن السلاسل المنتشرة حول كاحليها. وبعد لحظات، نُقلت هي وبرينان في سيارة منتظرة وقادتا عدة ساعات إلى مكان آخر- فيما اعتقدوا أنهم دخلوا مرحلة أخرى من سجنهم، وهو ما لم يكن واضحًا إلا بعد أن حاصرهم 40 رجلًا صوماليًا مسلحًا واقترب منهم رجلًا يقدم هاتفا محمولا.

وتقول: "كنت مرتبكة تمامًا ووضعت على أذني الهاتف وكانت والدتي على الطرف الآخر وتقول لي: أماندا، أنت حرة".

والآن، بعد ما يقرب من 9 أعوام، تجد أماندا قيمة لا تحصى في مسببات السعادة البسيطة التي كانت تعتبرها من قبل عادية. وتقول أماندا: "الآن لي القدرة على تحريك جسدي.. وحرية استخدام المرحاض وقتما أريد.. أن أتمكن من رؤية السماء مرة أخرى".

وحُكم على منظم عملية الخطف، عمر آدير، بالسجن لمدة 15 عامًا في 18 يونيو بكندا، وأصدر قاضي المحكمة العليا في أونتاريو، روبرت سميث، الحكم بعد أن التأكد من أن المواطن الصومالي، البالغ من العمر 40 عامًا، كان "مشاركًا راغبًا" في أخذ الرهائن، فيما نفى آدير الاتهامات وزعم أنه أُرغم على العمل كمفاوض ومترجم بالنيابة عن عصابة تهدد بإلحاق الضرر به وأسرته.

وكانت الشرطة الملكية الكندية قد استدرجت أدير من الصومال إلى كندا، ووعدت بعقد صفقة مربحة لنشر كتبه، مما مكّنهم من إلقاء القبض عليه في أوتاوا في يونيو 2015.