تواجه الكثير من الأمهات صعوبة كبيرة تجاه أبنائها في حال تدخل الأجداد في تربيتهم سواء الأجداد للأب أو للأم فهي تمنع أشياء من وجهة نظرها أنها خطأ، وهم يسمحون بها من باب الدلع والعاطفة الجياشة تجاه أحفادهم، الأمر المسبب لاستياء الآباء والأمهات وأيضًا حيرت الأطفال، ربما نواجه في كثيرًا من الأحيان تدخلات أو مواقف أو تعليقات من الأجداد قد لا تعجبنا أو أنها تتعارض جوهرياً مع مفهومنا وقناعاتنا تجاه التربية الحديثة.

وأوضحت الدكتورة هالة مبارز، أستاذ علم النفس التربوي وتعديل السلوك في الجامعة الأمريكية، الطرق الصحيحة للتعامل في تلك الحالات، موضحة أن للأجداد حق كبير جدًا على أحفادهم ولكن يجب على الآباء توصيل للأجداد ان الدلع الزائد سيطيح بالأطفال عرض الحائط وأن نتيجة الدلع الزائد غير مستحبة في تكوين شخصية الأطفال، وعليهم مساعدتهم في الوصول بالطفل إلى أعلى درجة من التربية.

وأكدت مبارز، أن الكلام مع الأجداد لا بد أن يأتي بشكل "لطيف" حتى لا نثير غضب أحد منهم موضحين لهم أن كل ذلك من أجل أطفالنا وأننا بحاجة دائمًا لمساعدتهم لنا.

فالمشكلة تبدأ حين يتجاوز دور الجدة أو الجد الحب والرعاية ورواية الحكايات الفولكلورية التي تكسبه موروثا ثقافيا غنيا، إلى التدليل المبالغ فيه، والسكوت عن أخطائه الفادحة.

وتابعت أنه قد يكون السبب الخوف على الطفل من العقاب، لمعرفتهم بقسوة الأب أو الأم واحتمال تعرضه للضرب المبرح مثلا، أو فقط من باب الرغبة في الحفاظ على محبته مهما كلف الأمر حتى يُقبل على زيارتهما دائما والبقاء معهما أطول فترة ممكنة. بعبارة أخرى، فالمحبة الزائدة قد تكون رشوة عاطفية، قد لا يعيها الأجداد لكنهم يفسرون تصرفاتهم أنها تنطلق من شعورهم بأن «أعز من الولد ولد الولد».

ولأن مسار حياة الإنسان يتجه نحو الأفضل أو الأسوأ حسب نوعية التربية والرعاية التي يتلقاها في صغره، ولو كان الكلمات المنتشرة من الأجداد أنه "طفل صغير غير مدرك لما يكبر هيعرف" وهي أشهر عبارات عند الأجداد.

وأوضحت مبارز: كل الدراسات والأبحاث الحديثة تؤكد أن الطفل الصغير يمتلك ذكاء غير محدود وأنه يعي كل شيء، وعلينا كآباء توصيل الأمر للأجداد لمعرفة الطريقة الصحيحة لتربية الأطفال.