كتبت رسالتها على ورقة وضعتها على زجاج سيارتها الخلفي، كي تتخلص إحدى الفتيات التي تقود السيارة حديثا، من مضايقات قائدي السيارات الأخرى، قائلة: "من فضلك أنا لسه بتعلم، عارفة أنك مضايق، لو سمحت متزمرش علشان بتخوفني، وبرضو مش هجري".

امتزجت رسالتها بشعورها بالخوف إزاء تعليقات العابرين والسائقين على قيادتها، معللة بأنها ملتزمة بمعايير السلامة المرورية.

وعلق ملتقط الصورة، فادي سامي: "بأمانة إحنا شعب دمه خفيف"، بعد أن نشرها عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قبل أشهر، ليتم إعادة تداولها مجددا.

بدورها تعلق رشا سليم، مدربة قيادة، قائلة، إن كثيرا من الفتيات يلجأن إلى ابتداع الحيل لأن يلفتن انتباه السائقين وعابري الشارع، حتى لا يتعرضن للمضايقات والتعليقات التي تصفها بـ"السخيفة"، متابعة: "الرجالة لما بتشوف ست بتتعلم لازم تلاقي تعليقات بايخة"، موضحة أن ذلك يؤثر على طبيعة حركتها بالقيادة مع شعورها بالتوتر.

وتتابع سليم لـ"هن"، أنه على المتدربات عدم اللجوء إلى تلك الحيل وعدم إخبارهم بأنهن مازلن يتعلمن القيادة ولسن محترفات، متابعة: "مينفعش تقولهم إني لسه بتعلم، لأن هينتقدك في أغلب الأحوال"، موضحة أنه على الفتيات والنساء المتدربات أن يلتزمن بالقواعد المروية.

وتضيف: "من بين تلك القواعد هي إعطاء الإشارات، والالتزام بالاتجاهات المرورية"، متابعة أن أكثر ما يصعب عليهن هو تحديد ركنات السيارة "والركنات متعبة لأنها محتاجة فن، وبيتسبب أزمة في الشارع"، بينما الجميع بالشارع يحدق بالنظر لانتظار تركين السيارة ما يشعرهن بالتوتر الزائد.

وتفرق مدربة القيادة بين "سواقة" الفتيات والرجال في أن الأولى هادئة، موضحة أن محاضرات تعليم القيادة تتضمن التدرب على الجرأة وعدم الخوف، والقيادة دون تهور، بينما يختلف التعلم بناء على قدرات وإمكانيات الفتاة ومدى استعداتها.

وتقول "سليم"، إن القيادة وسيلة ممارسة للخروج من الصدمات العاطفية عند بعض الفتيات: "لأنها متعة وتشعر الفتاة بالحرية، وتساعد على تغيير المزاج بشكل إيجابي كبير، في بعض الأحيان ستات بتيجي تتعلم عشان تغير مزاجها السئ"، موضحة أن فترة التدريب تصل قرابة 30 يوما حتى تتمكن الفتاة من احتراف القيادة.