رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالصور| "منتهى".. عراقية تعمل بمجال إزالة الألغام: "تحدٍ كبير للمرأة العربية"

كتب: نرمين عصام الدين -

09:01 ص | الأربعاء 27 ديسمبر 2017

منتهى وسط الفريق

مناطق نائية تبعد عن القرى قدرًا من المسافات الطويلة، فريق مكون من النساء، يرتدين زيًا ذكوريًا، يحملن بحقائبهن أدوات مسح غير تقني من تحديد المناطق ومقدرات الاتجاهات والزوايا، للكشف والتنقيب عن الألغام والمخلفات الحربية الناتجة من تأثير الحروب منذ 1980 حتى اليوم، وبعد تحرير الأراضي من تنظيم داعش بعد تلوث مساحات زرعها بالأراضي العراقية.

الحكاية بدأت مع منتهى خضير، الحاصلة على شهادة الهندسة المدنية بالجامعة التكنولوجية ببغداد، والتي على إثرها مارست أعمال البناء ضمن وزارة الصناعة والمعادن، كأول تجربة لها لتستمر بها لـ11 عامًا، حتى تنتقل إلى وزارة الصحة والبيئة.

بعد إعداد الاختبار من قبل وزارة الصحة والبيئة العراقية، خاضعةً لها، ليتم اختيارها لتعمل بدائرة شؤون الألغام لتستمر بها لـ5 سنوات، وتقول خضير إنها تلقت التدريبات الكيفية على إدارة ملف البرنامج الوطني، حيث أعمال التخطيط والتوعية بمخاطر الألغام والمخلفات الحربية وأعمال المسح غير تقني، ومساعدة الضحايا حسب المعايير الدولية.

"في البداية مكنش عندي خبرة عن الموضوع"، تقولها خضير، لـ"هن"، موضحة أنها اختيرت بناءً على دراستها الهندسية وخبرتها الأساسية برسم الخرائط، وفقًا لبرنامج عراقي مدني وليس عسكري، تابع لوزارة الصحة والبيئة المدنية في 2013.

أثقلها في التجربة بعض الدراسات عبر شبكة الإنترنت، ومعرفة نقاط القوة والضعف: "النوعان مطلوبان في المجال، وتحدٍ كبير جدًا للمرأة العراقية والعربية أن تخوض مجال العمل بالألغام". 

وتضيف أن جهات حكومية تعمل بالإزالة كوزارة الدفاع "الهندسة العسكرية"، ووزارة الداخلية "الدفاع المدني"، وكذلك منظمات وشركات غير حكومية والمراكز الإقليمية التنفيذية لدائرة شؤون الألغام الأذرع الساندة والتنفيذية للبرنامج، وتتابع: "إحنا مش بنشتغل بالألغام"، موضحةً أن النساء تقوم بأعمال المسح، من خلال تجميع المعلومات من الأهالي، فهي تحصل على معلومة من مرأة مثيلتها، غير الإزالة الذي يتطلب فئات عسكرية.

فريق مكون من 8 نساء من تخصصات مختلفة من كليتي الهندسة والعلوم، يجاورهن الرجال، ليباشروا عملهم المدني بالأراضي العراقية، وبتشجيع من مدير عام دائرة شؤون الألغام خالد رشاد، وأحمد عبدالرزاق مدير قسم التخطيط والمعلومات، وتوضح خضير أن النساء يلتزمن بمعايير العمل، وعدم دخولهن المناطق التي بها مؤشر خطر ما: "المرأة ما تتسرع، لأن ممنوع الدخول منطقة خطر".

وتتابع رئيسة الفريق، أنه لا يوجد نساء تخرج بمفردهن لأماكن نائية وكذلك القريبة من القرى بالأراضي المحررة إلا بمرافقة الذكور أصحاب الهمم، مؤكدةً عدم إرسالها نساء بمفردهن لأسباب عدة من بينها عدم وجود مبيت لهن، في حين أن الذكور يستطيعون أن يتأقلموا على القطاعات العسكرية: "ولأن في أمور النساء غير تدربت عليها مثل التعامل مع العبوات الناسفة".

أثناء تجربتها الثانية والعمل بمجال الألغام، أعدت خضير دراسة حصر للمجالات التي تقتصر على الذكور وكان الوحيد مجال المسح والإزالة، حيث وجدت أن بقية المجالات تصل المرأة العراقية بها بمهام مختلفة.

تذكر خضير مثالاً، حيث مسح مدينة كربلاء كاملة، لمدة استغرقت 10 أيام، مستعينة بفئات عمرية مختلفة من النساء، بعد تهيئتهن للأعمال الميدانية: "حيث قمن بكشف موقعي بعد تحديد المنقطة وقياس نسبة الخطر بها من عدمه"، وكانت نتيجته الكشف عن وجود مخلفات حربية.

وتقول إنها تدربت ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كمسؤولة النوع الاجتماعي "الجندر" وحرصها على التشارك بين النساء والرجال في أعمال المسح غير التقني، ومباشرة الأعمال الميدانية، حيث تمكين المرأة في المؤسسات.

التجربة الأولى، كانت بإحدى مناطق محافظة نيسان، بالاشتراك مع منظمة المساعدات الشعبية النرويجية وتكوين فريق مشترك: "أرسلت 4 إناث لمسح المناطق"، موضحة أن الفريق حقق نجاحا". 

السيدات المشاركات بأعمال المسح، دائما ما يشجعن بعضهن البعض، تحمس السيدة رفيقاتها: "المرأة العراقية بطلة بتتحمل المسؤولية وده تحدي، بعزم نساء يخرجوا لمناطق نائية بعيدة، ويعملوا لساعات في الحر والصحراء".

تسعى خضير لتشكيل فريق التوكيد النوعي، وإعداد الخطط، والذي سوف يعمل من ضمن برامج الإزالة.

لا يؤثر عملها المدني بأشغال البيت، خضير لديها طفلين، وتنتظر مولودها، موضحة أنها لا تمارس عملها في أثناء فترة الحمل: "المراة ليها خصوصية واحتياجات المرأة تختلف عن احتياجات الرجل"، حتى دائما ما يشجعها زوجها الذي يعمل بالهندسة الكهربائية.

وتقول: "في انتظار الأمل العائد الذي يحتاج إلى سيدات تخوض التجربة كاملة"، موضحة أنها ثبتت قدميها بأعمال مدنية أخرى كمساعدة ضحايا الحروب، وأعمال البحث الاسقصائي.